العاصمة

كبار السن البركة الخفية

0
كتب سامى خضر
? فقدوا الكثير من حيوية الشباب وعافية الجسد ورونق الشكل ومجد المنصب وضجيج الحياة وصخب الدنيا !!
? فقدوا والديهم وفقدوا كثيراً من رفقائهم ، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان .
? لم يعودوا محور البيوت كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى !!
? قد يرقدون ولا ينامون ، وقد يأكلون ولا يهضمون ، وقد يضحكون ، ولا يفرحون ، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم .
? يؤلمهم بُعدُك عنهم ، وانصرافُك من جوارهم ، واشتغالُك بهاتفك في حضرتهم .
? يحتاجون من يسمع لحديثهم ، ويأنس لكلامهم ، ويبدو سعيداً بوجودهم .
? أولى من الأطفال بمراعاتهم والحنُو عليهم والإحساس بهم .
? حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبسٍ ودواء بل وأهم من ذلك بكثير …
فهل من عاقل .
? يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ، ويداً حانية تربت عليهم .
? يراوحون بين ذكريات ماضٍ ولى ويزداد بعداً وبين آمال مستقبلٍ آتٍ وقد لا يجيء فلا يفوتك تقدير هذا .
? لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه .
? غادر بهم القطار محطة اللذة ، وصاروا في صالة انتظار الرحيل …
ينتظرون الداعي ليلبوه .
? هم الأب ، والأم ، والجد ، والجدة ، وسواهم من ذوي القرابات ممن شابت شعورهم وتاهت مشاعرهم .
? أجعلهم يعيشون أياماً مشرقة، وليالٍ سعيدة، ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ممتعه من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين .
? هم كبار السن الآن ، وسيذهبون وعما قليل ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ …
فانظر ما أنت صانع وما أنت زارع !
? كن العِوضَ عما فقدوا ، وكن الربيعَ في خريف عمرهم وكن العُكّازَ فيما تبقى .
? سلاماً على كبارِ السن …
وسلاماً على من يراعون كبارَ السن .

اترك رد

آخر الأخبار