كان في عصر ما حمار وجمل في مزرعة لفلاح إشتد عليهما في الخدمة وكان شحيحاً في الطعام والشراب .
فضاق الحمار والجمل صبرا من خدمته وقررا الهرب .
وفي جنح الظلام إستطاعا الفرار وفي طريقهما وجدا مرعى كثيف العشب فمكثا فيه يأكلا ويشربا.
فلما أحس الحمار برغد العيش فقال لصاحبه ( الجمل ) : أريد أن أغني بصوتي الجميل فأنا أشعر بالسعادة.
فقال له الجمل : أياك أن تفعل ذلك .
فإذا عرف مكاننا البشر ، سوف سأخذوننا للخدمة، ولكن الحمار أصر ونهق نهيقاً عالياً ، فسمعه بعض المارة فقبضوا عل الحمار والجمل .
ورفض الحمار السير ، فوضعوه فوق الجمل .
فلما شعر الجمل ثقل الحمل وطول المسافة قال الجمل : لقد أطربني صوتك في المراعي ، وأريد أن أرقص .
فنهق الحمار قائلاً : لا تفعل يا صديقي فإن في ذلك هلاكي .
فقال الجمل : لقد زاد طربي وأخذ يرقص ويرقص فسقط الحمار على الأرض ومات . مع إحترامي الكامل هي قصة للعبرة ولم اقصد إساءة بل قد يكون نقد لبعض المواقف من وجهة نظري المتواضعة .