فى ملتقى الهناجر الثقافي
علاء حمدي
* د. ناهد عبد الحميد: إعادة بناء الإنسان المصرى هو إعادة لصياغة المستقبل .
* د. عايدة نصيف : بناء الإنسان المصرى هو السبيل لتحقيق النهضة الشاملة والمتكاملة .
* د. راندة شاهين : لايجب أن يكون التعليم الجامعى بمعزل عن التعليم قبل الجامعى
* د. رقية شلبي : المشروع القومى للتنمية البشرية يتوافق مع خطة مصر ٢٠٣٠ .
* د. ولاء محمد : هناك ٧ معطيات شكلت الشخصية المصرية .
* د. أحمد الشامى : مصر هى مهد وأصل الحضارة .
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان “بناء الانسان المصري والجمهورية الجديدة”، أمس الجمعة، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
أدارت الندوة الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن الإنسان هو محرك هذه الحياة، وغاية وأداة التنمية فى أى مجتمع من المجتمعات، ومصر دولة غنية بمواردها البشرية على مر التاريخ، والدولة المصرية وضعت بناء الانسان المصرى نصب عينيها وفى مقدمة أولوياتها، والدولة والقيادة السياسية وضعت استراتيجية تحت مسمى رؤية مصر ٢٠٣٠ واضحة المعالم، تهدف إلى إحداث تحول شامل فى كافة مجالات الحياة من خلال عدة محاور، منها تعزيز جودة التعليم، وتطوير البنية التحتية، وتحسين مستوى المعيشة، وبناء التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، لذا تبنت كل مؤسسات الدولة هذه الاستراتيجية ووضعت خطوط عريضة لتنفيذها، مشيرة إلى أن الاستثمار فى رأس المال البشرى هو استثمار فى مستقبل هذا الوطن، فالانسان هو الوحيد القادر على دفع عجلة التقدم والإبداع فى المجتمع، مؤكدة أن إعادة بناء الإنسان المصرى هو إعادة لصياغة المستقبل .
تحدث فى الملتقى الأستاذة الدكتورة عايدة نصيف أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة وأمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وقالت إن الإنسان المصرى لديه وعى وفهم وإدراك وإبداع منذ الحقبة الفرعونية وحتى الآن، وفى ظل الجمهورية الجديدة التى يرعاها ويقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت قضية بناء الانسان قضية محورية، وبناء الانسان لايقل أهمية عن المشروعات التنموية الكبيرة لأنه جوهر التنمية الشاملة والمستدامة، والجمهورية الجديدة تدرك أن تكملة بناء الإنسان المصرى هو السبيل لتحقيق النهضة الشاملة والمتكاملة، فالعقل المصرى يحمل إرثا عظيما عبر فترات التاريخ عبر الوعى الجمعى لشعب وتاريخ مصر، وهذا يعد جزء من تكوين بناء الانسان المصري، وهناك العديد من المبادرات التى تساهم فى بنائه، مشيرة إلى أهمية قضية الثقافة والوعى والإدراك بفهوم الهوية المصرية التى هى جزء فى بناء الانسان المصرى، والتى بدأت منذ عهد الفراعنة وحتى الآن .
من جانبها، قالت الدكتورة راندة شاهين وكيل أول وزارة التربية والتعليم وزميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الإدارة السليمة أساس نجاح أى عمل، ومصر دولة تمتلك تاريخ عظيم، وتمتلك حضارة ٧٠٠٠ سنة بسبب وجود انسان مصرى مثقف وواعي ومدرك، ولولاه لحدث هدم لهذه الحضارة، لذا بناء الانسان من أهم القضايا الحالية، مشيرة إلى أهمية فئة الشباب فى مصر التى تتعدى ٦٥%، والتى تعد ثروة يجب استغلالها بأسلوب صحيح وأمثل، مؤكدة على ضرورة أن يكون التعليم الجامعى يتوافق ويتلائم مع التعليم قبل الجامعى وليس بمعزل عنه، حتى يمكننا إعداد جيل يتلائم مع سوق العمل ويجدد فرص عمل حقيقية له .
وألقت الأستاذة الدكتورة رقية شلبي عميدة كلية البنات السابق بجامعة عين شمس ومقرر مناوب المجلس القومي للمرأة بالقاهرة، الضوء على أعمال ومهام المجلس، وتحدثت عن المشروع القومى للتنمية البشرية، وهو عبارة عن خطة واضحة لتنمية الانسان، يتوافق مع خطة التنمية المستدامة فى مصر ٢٠٣٠، شاركت فيه أكثر من ١٨ وزارة مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية والمجلس القومى للمرأة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، لعمل برامج وأنشطة وخدمات متنوعة تشمل كافة الفئات العمرية فى جميع المحافظات، بهدف المشروع إلى تنمية الانسان المصرى وترسيخ الهوية المصرية، بحيث يشعر المواطن بالمردود الايجابى السريع وتحسين جودة حياته، وذلك عن طريق تعزيز المهارات والدورات التدريبية وتنمية القدرات وإكساب الخبرات، وتطوير الخدمات الحكومية المقدمة له خاصة فى الصحة والتعليم، ودعمه فى الرياضة والثقافة، وتوفير فرص عمل جديدة بما يتناسب معه من تطوير .
واستعرضت الدكتورة ولاء محمد الكاتبة والباحثة وأستاذة التاريخ، كيف تشكلت الشخصية المصرية عبر تاريخها وإلى الآن، وقالت إن الشخصية المصرية تشكلت عن طريق ٧ معطيات، منهم ٣ معطيات جغرافية، فمصر أفريقية الموقع متوسطية الموضع وأسيوية التاريخ بمعنى أنها تقع فى الركن الأفريقي يمر نهر النيل ويربطنا بدول إفريقيا ودول حوض النيل، والبحر الأبيض المتوسط يعد معبر حضارى طل المصريين منه على الثقافة الأوروبية، وأخذ اليونان والرومان عن طريقه الثقافة المصرية القديمة، كما ارتبطت مصر ببلاد الشام وبتاريخها المشترك، لذلك أثرت جغرافيا مصر فى تشكيل العقلية المصرية، مشيرة إلى وجود ٤ معطيات أخرى حضارية شكلت الشخصية المصرية، وهى تمثل البعد التاريخى للتاريخ المصرى القديم، وتحدثت باستفاضة عن الشخصية المصرية عبر التاريخ والعصور المختلفة وكيف تأثرت الشخصية المصرية بالأحداث، وكيف أثرت تلك الأحداث فى تشكيل الشخصية المصرية، وألقت الضوء على أهم الإنجازات والانتصارات التى حققتها الشخصية المصرية فى كل عصر .
من جهته أكد الدكتور أحمد الشامى الخبير الاقتصادي والتنموي، أن مصر هى مهد وأصل الحضارة وهى التاريخ، ولابد من تصدير هذا التاريخ لكل العالم، فى الوقت الذى يصدر العالم لنا مفاهيم خاطئة، لذا لابد من تعاون الجهات المعنية فى هذا الشأن حتى يمكننا التصدى لكل محاولات طمس الهوية المصرية، مشيرا إلى الدور الهام للمرأة فى تكوين أسرة صالحة بالتالى نكون دولة قوية متقدمة، وأن مصطلح التنمية البشرية بمنظور التعريفات الدولية يقصد به التوسع فى القدرات البشرية – المهارات الشخصية، وتعزيز الحرية وإعمال حقوق الإنسان والحريات الاجتماعية والبيئية والسياسية، وتوسيع الدخل وزيادته لمواجهة الاحتياجات، مشيرا إلى عدد من المبادرات التى قامت بها الدولة مثل “تكافل وكرامة، ١٠٠ مليون صحة، صنايعية مصر، نور الحياة” وغيرها .
بحضور الدكتور عدلى أنيس مستشار رئيس جامعة القاهرة، والدكتور مسعد عويس رئيس مؤسسة سيد عويس للدراسات والبحوث الاجتماعية، والدكتور محمد عبد الفتاح رئيس الاتحاد العربى للتعليم والبحث العلمى، وعدد كبير من أعضاء المجلس القومي للمرأة واتحاد كتاب مصر وبيت العائلة المصرية .
كما استمتع جمهور الملتقى بمشاركة متميزة من فرقة كردان الغنائية، التى قدمت مجموعة من الأغانى الشهيرة، بقيادة المايسترو على المنسى، منها : “أهو دة اللى صار، يا تمر حنة، هنحب مين غيرها، جانا الهوى، الأرض بتتكلم عربى، سيرة الحب” وغيرها من أغانى كبار نجوم الطرب .