فى مدرسة الصحابه نلتقى خزيمة بن ثابت بقلم د/ نجلاء كثير
الشرقيه
سنعيش من خلال تلك السطور مع نوع فريد من الرجال . أنه رجل بلغت محبته وتصديقه لرسول الله (ص)
مبلغا عظيماً.
أنه الصحابى الجليل خزيمة بن ثابت ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة ،الفقيه ،ابوعمارة الانصارى الخطمى
المدنى، ذو الشهادتين.
قيل : أنه بدرى والصواب أنه شهد أحدا وما بعدها .
وكان من كبار جيش على ، فاستشهد معه يوم يوم صفين.
قتل رضى الله عنه سنة سبع وثلاثين وكان حامل راية بنى خطمة وشهد مؤتة .
هذا هو الفخر الحقيقى .
*********************
عن أنس قال : افتخر الحيان من الأنصار ،فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة ( حنظلة بن الراهب) ومنا من
اهتز له العرش (سعد)ومنا من حمته الدبر( اى النحل والزبابير) عاصم بن أبى الاقلح ومنا من اجيزت
شهادته بشهادتين ” خزيمة ابن ثابت ”
كيف صارت شهادته بشهادة رجلين ؟
************************
عن الزهرى قال : حدثنى عمارة بن خزيمة الأنصارى أن عمه حدثه وهو من اصحاب النبى (ص) أن النبى
(ص) ابتاع فرسا (اشترى) من اعرابى فاستتبعه النبى (ص) ليقضيه ثمن فرسه فاسرع النبى (ص)
المشى وابطأ الاعرابى ،فطفق رجال يعترضون الاعرابى فيساومون بالفرس،لا يشعرون أن النبى (ص)
ابتاعه اشتراه حتى زاد بعضهم الاعرابى فى السوم على ثمن الفرس الذى ابتاعه به النبى (ص) فنادى
الاعرابى النبى (ص) فقال: إن كنت مبتاع هذا الفرس فابتعه والا بعته فقام النبى (ص) حين سمع نداء
الاعرابى فقال :”اوليس قد ابتعته منك ؟” قال الاعرابى : لا والله مابعتك فقال النبى (ص) “بلى قد ابتعته
منك ” فطفق الناس يلوذون بالنسبة (ص) والاعرابى وهما يتراجعان فطفق الاعرابى يقول : علم شهيدا
يشهد انى بايعتك ،فمن جاء من المسلمين قال للاعرابى : ويلك النبى (ص) لم يكن ليقول الا حقا .
حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبى (ص) ومراجعة الاعرابى فطفق الاعرابى يقول : علم شهيدا
يشهد انى بايعتك قال خزيمة: انا اشهد انك قد بايعته .فأقبل النبى (ص) على خزيمة فقال : بن تشهد ؟
فقال : بتصديقك يارسول الله (ص) فجعل النبى شهادة خزيمة بشهادة رجلين .
امتثال لأمر النبى صل الله عليه وسلم.
**************************
لما علم اصحاب النبى (ص) أن النبى جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين امتثلوا أمره فى التو واللحظة .
فهذا زيد بن ثابت الذى كان يجمع القران وكان لايثبت الآية الا بشاهدى عدل من اصحاب النبى (ص) فلما
علم أن شهادة خزيمة بشهادة رجلين اخذ منه القران واكتفى بشهادته .
فعن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال : نسخت الصحف فى المصاحف ففقدت ايه من
سورة الأحزاب كنت اسمع رسول الله (ص) يقرأ بها فلم أجدها الا مع خزيمة بن ثابت الأنصارى الذى جعل
رسول الله (ص) شهادته بشهادة رجلين،وهو قوله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه …..)
ولقد عاش خزيمة رضى الله عنه عابدا قائما صائما مجاهدا فى سبيل الله جل وعلا وظل يبحث عن
الشهادة لتكون خير خاتمه حتى نالها فى معركة صفين فلقد سقط فى هذا اليوم شهيدا ليلحق بالحبيب
الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم فى جنات النعيم .