فلسطين تواجه فجر الجبال)
.. بقلم : كمال الرواغ
الكيان العبري يحضر تدريبات عسكرية مكثفة اكلق عليها (فجر الجبال) تحاكي اندلاع مواجهات عارمة في الضفة الغربية ردا على قرار الضم التي تنوي اسرائيل فرضة على المستوطنات وغور الاردن.
هل نحن فعلا نقترب من الانفجار الكبير فلسطينيٱ، ام هل ستأجل الدولة الصهيونية وحكومتها المتطرفة مشروع الضم التي سيعلن عنه الشهر المقبل .
هذا الانتظار دفع كل المثير من السياسيين وغير السياسيين والمراقبين والمحللين والمهتمين، للتحليل والتفسير والاستقراء والتأويل، ما سيكون علية الحال الشهر المقبل والتهديد الصهيوني .
لكن الثابت في السياسة الصهيونية هو التوسع والاستيطان والتغول على الارض والانسان الفلسطيني .
من هنا انا اختلف مع الكثيرين ممن يقولون او يتوقعون بأن تعود أسرائيل عن قرارها او أن تقوم بتأجيل قرار الضم، لاسباب داخلية، او لضغوط خارجية، او لرغبات بعض الاصوات التي تقف ضد قراراتها من الحزب الديمقراطي او الجمهوري الامريكي.
فأسرائيل لن تكترث بأي نداءات غربية تطالبها بالتأني او التأجيل .
اما امريكا فالموقف الرسمي مع اسرائيل دائما ومن جميع اداراتها سواء ديموقراطيه او جمهورية، تدعم مواقفها وقراراتها وسياساتها في كل الظروف, وخاصة لديهم رئيس امريكي ينصاع لرغبات اسرائيل وطموحاتها الاحتلاليه التوسعية أكثر من الملك كورش الفارسي .
اما عربيا فحدث ولا حرج عن الجاهلية الاولى من القتل والشرذمة والتفتت وضياع للموقف العربي القومي او الديني او الاخلاقي الموحد في دعم قضية الامة العربية، ناهيك عن التساقط العربي في وحل التطبيع مع هذا الكيان مرغمين وليس بارادتهم الحرة، بناء على رغبات العم سام او اما خوفٱ من دولة ايران الفارسية .
اما داخليا فالانقسام الفلسطيني وضياع الموقف الداخلي الموحد ايضٱ سمح لاسرائيل باستغلال هذة الفرصة التاريخية للاستفراد في القضية الفلسطينية وقضمها على نار هادئه، بدون ان يرف لها جفن .
اما تاريخيا وحسب ما يزعمون ويدعون في كتبهم واسفارهم التلموديه، فالدولة العبرية اقيمت في يهودا واورشليم حيث تم بناء الهيكل الاول على يد الملك داوود وتم تدميره وخرابه اثر صراع بين اسباطهم الاثني عشر على الحكم والملك، والثاني اقيم على يد دولة الحشمونائيم التي اقيمت في يهودا في عهد الملك الفارسي كورش الذي رعاهم وامنهم، وبعد 80عام تم ابادتهم وهدم هيكلهم الثاني على يد الرومان، فهم يطمحون في بناء الهيكل الثالث، كما يدعون ويعملون على ذلك ليلا ونهارا ليعيدوا بناء دولة الحشمونائيم مرة اخرى، واعادة بناء الهيكل الثالث في اورشليم، لذلك فهم لن يترددوا بموضوع الضم حتى ولو تأخر قليلٱ .
ومن هنا اعود للسؤال الاول، هل نحن على موعد مع انفجار فلسطيني كبير، ام هل سيمر الضم بدون ان نحرك اي ساكن سوى بعض الهبات هنا وهناك .
وهل ستدفع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابومازن ثمنٱ باهضٱ لموقفها السياسي المتصلب من قرار الضم ، كل هذا وذاك مرتبط بالوحدة الداخلية الفلسطينية والوقوف الجماهيري الحاشد خلف قرارات القيادة والرئيس وفي وجه الاحتلال وقطعان مستوطنية، ام هل سنكتفى فصائل وقوى بالتهديد والوعيد والإدانة والرفض، كما جرت العادة، ام هل سيكون لها كلمه اخرى، وان غدٱ لناظرة قريب.