العاصمة

فصل فلسطينية أمريكية من مستشفى يتبع جامعة نيويورك بعد وصفها ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية

ايمان العادلى

0

 

تستمر حالة التضييق والتربص من مؤسسات أمريكية

بالأشخاص المدافعين عن القضية الفلسطينية، وكان آخرها ما

أعلنت عنه هيسن جبر أن إدارة مستشفى لانجون بجامعة

نيويورك فصلتها من العمل، بعد أن أدلت بتصريحات أثناء قبولها

جائزة عن عملها حول الإبادة الجماعية التي تقع في غزة، حيث

تشن القوات الإسرائيلية هجوماً شرساً على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.

 

كانت الدكتورة هيسن جبر قد أدلت بهذه التصريحات أثناء

قبولها جائزة في وقت سابق من شهر مايو؛ نظرا لتقديمها رعاية

ممتازة للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية أثناء وبعد فترة

الولادة، وجبر، 34 عامًا، ممرضة متخصصة في التعامل مع

النساء أثناء فترات الحمل، وقد عملت في جامعة نيويورك

لانجون لما يقرب من 10 سنوات، وهي تبلغ حالياَ 34 عاماً، وفقاً

لصحيفة الجارديان.

 

وتحدثت جبر، وهي فلسطينية أمريكية ومسلمة، عن الأمهات

في غزة اللاتي تنفطر قلوبهن بسبب الحرب الإسرائيلية القاتلة

ضد القطاع، وأشارت إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص في غزة

بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

 

قالت جبر في كلمتها: “يؤلمني أن أرى المرأة من بلدي تعاني هي

نفسها من خسائر لا يمكن تصورها خلال الإبادة الجماعية الحالية

في غزة”.

 

وأضافت: “على الرغم من أنني لا استطيع أن أمسك أيديهم

وأواسيهم وهم يحزنون على أطفالهم الذين لم يولدوا بعد

والأطفال الذين فقدوا خلال هذه الإبادة الجماعية، إلا أنني آمل

أن استمر في جعلهم فخورين وأنا أواصل تمثيلهم هنا في

جامعة نيويورك”.

 

في 22 مايو، وهو اليوم الأول الذي عملت فيه جبر بعد حصولها

على الجائزة، تم فصلها من عملها، وقال جبر لصحيفة الجارديان

إن مسؤولي جامعة نيويورك لانجون اتهموها بـ “إدخال السياسة

إلى مكان العمل”.

 

وكان تعليقهم “هذا لأنك ذكرت وصف الإبادة الجماعية، لا بأس

أنك ذكرت والدتك وجدتك في فلسطين، ولكن كان يجب أن

يتوقف حديثك عند هذا الحد”.

 

أصدرت ستيف ريتيا، المتحدث باسم جامعة نيويورك لانجون

بيان، جاء فيه: “تم تحذير جبر في ديسمبر، بعد حادثة سابقة،

من عدم طرح آرائها حول هذه القضية المثيرة للخلاف

والمشحونة في مكان العمل، وبدلاً الإنصات اختارت عدم

الالتفات إلى ذلك في حفل تكريم الموظفين الأخير الذي حضره

زملاؤها، والذين شعر بعضهم بالاستياء بعد تعليقاتها، ونتيجة

لذلك، لم يعد جبر موظفًا في جامعة نيويورك لانجون”.

 

وقالت جبر إن فصلها المفاجئ جاء بعد شهور من الصراع مع

مسؤولي جامعة نيويورك لانجون بسبب منشوراتها المؤيدة

لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى تعرضها

في السابق لاعتداءات صغيرة باعتبارها فلسطينية أمريكية أثناء

عملها في جامعة نيويورك لانجون، وفي حادثة وقعت قبل

عامين، أخبرها أحد زملائها في العمل أن فلسطين “غير

موجودة” عندما ذكرت جبر جنسيتها.

 

وقبل الفصل تعرضت جبر لـ “كمين” من قبل قسم الموارد

البشرية بجامعة نيويورك لانجون في عدة اجتماعات حول

نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أحد الاجتماعات،

قالت جبر إن قسم الموارد البشرية في الجامعة قدم لها لقطات

شاشة لحسابها على إنستجرام “لقد طلبوا مني أن أشرح موقفي

بشأن بعض المنشورات التي نشرتها حول فلسطين وإسرائيل”.

 

طُلب من جبر لاحقًا “التوقف عن النشر”، لأن ذلك انتهاكًا لسياسة

وسائل التواصل الاجتماعي وقواعد السلوك الخاصة بالجامعة،

لكنها قالت إن مسؤولي المستشفى لم يذكروا قط كيف انتهكت

المنشورات سياستهم، ورفض متحدث باسم الجامعة تحديد أو

تقديم نسخ من سياساتهم عندما سألته صحيفة الجارديان.

 

وعبرت جبر عن غضبها قائلة: “هل تخبرني أنه غير مسموح لي

بالتحدث عما يحدث مع شعبي؟!”

 

بحلول ديسمبر، وبعد عدة اجتماعات مع الموارد البشرية، تلقت

جبر تحذيراً كتابياً نهائياً، مُدعين أنها كانت تتنمر وتضايق

الآخرين وتعبر عن معاداة للسامية، لأن المنشور قارن الجيش

الإسرائيلي بالنازيين، وتم نشره بعد تصريحات رئيس مجلس

المدينة الإسرائيلي إن غزة يجب أن “تُترك فارغة، تمامًا مثل

أوشفيتز”، وأوشفيتز هو معسكر اعتقال مجمع يضم أكثر من 40

معسكر اعتقال وإبادة أدارته ألمانيا النازية في الجزء المحتل من

بولندا.

 

وقالت جبر إن مجموعة تزعم أنها تحارب معاداة السامية نشرت

اسمها الكامل على الإنترنت، ووصفتها بأنها معادية للسامية في

تشهير واضح بها، وعندما أخبرت مسؤولي جامعة نيويورك بأنها

لا تشعر بالأمان نتيجة لهذه التصرفات، كان ردهم سلبياً،

مثل:”أنت من تسبب في ذلك وبحاجة إلى إصلاح الأمر بنفسك”.

 

يذكر أنه بعد الفصل أمرت جبر بسداد مكافأة نهاية العام

بالإضافة إلى الزيادة في الراتب التي حصلت عليها، وهو مبلغ

بلغ أكثر من 8000 دولار، “كأنهم ينتقمون مني ماليًا”.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار