بقلم / ايمن عبدالجواد
القسم الدينى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، أما بعد:
ورد الحديث في الصحيحين عن أسامة رضي الله عنه “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشرف على أطم من أطام المدينة فقال لأصحابه هل ترون ما أرى إني أرى مواقع الفتن من خلال بيوتكم كمواقع القطر ”
قوله الأطم (بضم الهمزة والطاء – هو القصر والحصن ، وجمعه آطام ومعنى أشرف ” : علا وارتفع ، والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة
والعموم إنها كثيرة وتعم الناس لا تختص بها طائفة
وورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضا “سيأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر” قال الطيبي : المعنى كما لا يقدر
القابض على الجمر أن يصبر لإحراق يده ، كذلك المتدين يومئذ لا يقدر على ثباته على دينه لغلبة العصاة والمعاصي وانتشار الفسق وضعف الإيمان انتهى.
– وقال القاري : الظاهر أن معنى الحديث كما لا يمكن القبض على الجمرة إلا بصبر شديد وتحمل غلبة المشقة كذلك في ذلك الزمان لا يتصور حفظ دينه ونور إيمانه إلا بصبر عظيم انتهى.
وقال صلى الله عليه وسلم : “العبادة في الهرج كهجرة إلي” قال النووي المراد بالهرج الفتنة واختلاط أمور الناس
.
الحديث الأول: فيها بيان وقوع كثرة الفتن حيث شبهها نبينا صلى الله عليه وسلم بعدد قطرات المطر
الحديث الثاني بيان ما يقع من شدة في هذا الفتن
والحديث الثالث فضل العبادة في زمن الفتن.
اختصاراً أيها المباركون حذرنا نبينا صلى الله
عليه وسلم أشد التحذير على ما تقع من الفتن كقطع الليل المظلمة يفتتن المسلم في دينه وماله وأهله و شهوته حيث لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطاء وبين الحلال والحرام
وبين التشابه والبين -نسأل الله السلامة العافية – ثم بين لنا أحسن التبين وأرشدنا إلى سبل الوقاية منها، سأذكر لكم جملة من هذه
السبل الواردة في الكتاب والسنة لنحفظ بها إيماننا في زمن حيث لايخفى علينا كم ظهر
من الفتن في ثوابتنا وفي عبادتنا وفي أهلنا وأموالنا والى الله المشتكى.
أولاً الدعاء وهو أصل كل عبادة ورد في الآثار “الدعاء هو العبادة” ، وسوال الله تعالى بالدعاء قبل وقوع الفتن من أعظم أسباب
الثبات على الإيمان كما كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتن كثيرة فيقول: اللهم اني اعوذ بك من فتنة المحيا والممات
ومن فتنة القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن شر فتنة الغنى ومن فتنة الفقر “.وكان صلى
الله عليه وسلم يسأل الله الشوق الى لقائه من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة.