العاصمة

علي درب من الخيال نلتقي أهكذا تعاهدنا..؟ ( 2)

0

 

بقلم/ نجلاء كثير
الشرقيه

و من فوره دخل العماره و صعد إلي غرفته و ما كاد أن يفتح الباب حتي وجد داخل الغرفه ما ادهشه..!

امرأه غايه في الجمال ،ترتدي رداء اسود و غطاء رأس اسود ،تلتفت إليه لترمقه بنظراتً كالسهام و جمال لم يري مثله من قبل ، و قبل أن تنفك عقده لسانه و قبل أن تزول

اعراض دهشته .بادرته بصوت اقرب ما يكون كصوت الناي يعزف اجمل الألحان :” السلام عليكم ورحمه الله وبركاته “

و هنا حاول أن يتمالك نفسه و يرد السلام قائلاً :”و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته”

و قبل أن يسأل اي سؤال بادرته بقولها :” انا كنت انتظرك حتي اكشف لك ما يدور في ذهنك من اسئلة !”

و اكملت قائله:” انا لست انسيه أنما انا من بنات الجان و معشر الجان ما هو ألا مثلكم منهم المسلمين و منهم النصاري و اليهود و الملحدين و الكافرين و ما إلي ذلك..،و انا

مسلمه مثلك لم أتي إلي هنا لأذيتك أنما اتيت إليك طالباً للمساعدة و ارجو ألا تخذلني ”
و قبل أن تخبره بما تريد قالت:” و لك عهد مني إن ساعدتني في طلبي و اتممته كما يجب فسيكون لك مني مالا يخطر علي بالك من خير وفير “

فقال لها :” ما طلبك ! و لماذا انا بالذات!؟”
فقالت:” انا ام و ارتكب ابني جريمة و قد قُدم للمحاكمة فحكم عليه بالأعدام “

فقال:” أعندكم محكمة مثلنا و قضاه !؟”
قالت:” نعم محكمه يحكمها قضاه من الجان و تُنفذ جميع الأحكام تحت الأرض ،

ألا حكم الإعدام ينفذ بيد البشر فوق الأرض..و هذا قانون معشر الجان ”
و بدهشه تعتري وجهه بادرها سائلا :” و كيف يتم الإعدام بيد البشر ؟!”

أجابت :” في يوم الجمعه القادم وقت أقامه الصلاة تحديداً في مسجد الازهر علي عمود معين داخل المسجد سوف يظهر فوقها ثعبان ضخم ،و عند الاقامه للصلاه سوف

يسقط أرضاً ليقتله المصليين بدورهم ،فهذا الثعبان هو ابني و هكذا يكون تنفيذ حكم الاعدام عليه ”
فقال متعجباً :” ثعباان!!؟”
قالت :”نعم ثعبان ،فنحن معشر الجان نأخذ اشكال كثيره مثل الثعابين و القطط و الكلاب و ما إلي ذلك حتي نتمكن من التنقل ف الأرض دون أن يلاحظنا البشر ”
قال:” و لكنك لم تجيبيني علي سؤالي لماذا انا بالذات!؟”
أجابت قائله:” عندما حكم علي ابني بالأعدام حاولت أن اجد حل لأنقاذه فذهبت إلي حكيم من حكماء الجان يشهد بحكمته العظيمة و كانت دموعي تسبقني و قلبي يحترق علي ولدي و سألته أيوجد ما انقذ به ولدي من حكم الإعدام ! فأجبني أن اجد أنسان حافظً للقرآن الكريم محافظاً علي صلاته يعتاد الذهاب لمسجد الأزهر و هذا ما وجدته فيك .”
فقال:” و كيف انقذه !!”
أجابته:” في الميعاد الذي اخبرتك به سابقاً ،تذهب لمسجد الأزهر و تجلس تحت ذاك العمود و تنتظر سقوط الثعبان و ما أن يسقط حتي تغطئه بعبائتك فسوف يختفي علي الفور ،ليكون قد انقذ من حكم الإعدام ”
فقال مشفقاً عليها و علي دموع عينيها التي تسبق كلماتها :” سوف احاول ما استطعت أن انقذه ”
فاسرعت قائله:” أنتعاهد علي ذلك!؟”
اجاب:” نتعاهد..”
و مرت الأيام المتبقيه سريعاً حتي جاء اليوم المشهود ،فذهب للمسجد و جلس كما قالت و نظر فوقه فلم يجد شئ فأرتاح قلبه و ما أن تجمع المصليين لأداء صلاه الجمعه و ما كاد المؤذن أن ينتهي من قول (الله اكبر) حتي ظهر ثعبان ضخم ذو منظر مخيف يرتعد أمامه قلب اقوي الرجال من رهبته و عند سقوطه انتفض بسرعه خائفاً تاركاً مكانه ليسقط الثعبان علي الأرض ،ليتعالي صوت المصليين (ثعباان ثعبااان)
و قاموا بقتله فوراً ،و فر هو خارجاً من المسجد مرتعبً من هول ما رأي و خائفاً من ما سيجري بعد ذلك من عقاب أمه الذي عاهدها علي أن ينقذ ابنها.
و فكر طويلاً و قال لنفسه :” لا استطيع أن أعود إلي غرفتي فلا بد أنها بأنتظاري لتثأر لموت ابنها و قره عينها و ما اصعب انتقام الام لفقدان ولدها !! و الاسوء أنها من الجان أي عقابها أشد ما يكون”
فأرشده تفكيره بأن يذهب لصديقً له و يقيم عنده تاركاً غرفته و كل اغراضه .
و مرت الأيام و في يوم كان ف طريقه إلي الجامعه إذ بأمرآه تجذبه من يده و ما أن نظر إليها حتي وجدها هي!! نعم هي تلك التي عاهدها !!
و قبل ان ينطق بحرف قالت له:” السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،لماذا لم تعد لغرفتك !؟”
فأجابها بصوت متقطع مرتعد:” انا!؟؟”
فقالت :”نعم انت، أما قُلت لك أنني مسلمة و موحده بالله و إن الذي تعاهدنا عليه ما هو إلا محاولة لأنقاذ ابني ،فإن فعلته لك خير وفير و إن لم تفعله فتلك مشيئه الله و هذا قدره. ارجع إلي غرفتك فأنا لن اؤذيك و لن تراني مره اخرى ”
و ما أن انتهت من كلماتها تلك حتي اختفت عن الأنظار و كأنها درب من خيال ليس لها وجود ، و عاد إلي حياته مجدداً و كأن شئً لم يكن و لتمضي الحياة..

اترك رد

آخر الأخبار