ابداء الحديث بقول النبي صلى الله عليه وسلم « آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن » فان من أعظم الأمراض التي تصيب
الإنسان هو مرض النفاق فهو ممرض خطير وفتاك ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة:10].
والمنافق: هو الذي يُسِر الشر ويظهر الخير، ومن ذلك: أن يُسِرَّ الكفر، ويظهر الإسلام. فمن نجا من النفاق فقد نجا من شرور الدنيا وعذاب الآخرة،
ومن وقع في شَرَكِ النفاق خسر الدنيا والآخرة، قال الله – تعالى – عن المنافقين: ﴿ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديثة علامة النفاق فقال علية افضل الصلاة
والسلام « آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن » واول علامة من علامات النفاق الكذب ذلك السلوك ااذميم والخلق السيئة
المنافي لأخلاق المؤمن كما ورد حديث في موطأ الإمام مالك ، هذا نصه: عن صفوان بن سُليم رضي الله عنه : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم
سُئل : أيكون المؤمن جباناً ؟ قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال : ( لا ). ثم تلا قول
الله تعالى إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ
ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب عموما فقال كما عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى
الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ونلاحظ في الحديث السابق لهجة التحذير والتخويف في قوله: “إياكم”؛ لماذا؟ لأن الكذب يؤدي إلى
الفجور، وأصل الفجور كما قال الراغب: “يعني: الشق”، فالفجور شق في ستر الديانة، ويطلق على الميل إلى الفساد، وعلى
الانبعاث في المعاصي، وهو اسم جامع للشر؛ (فتح الباري: 10 /524).
والفجور: هو الميل عن الحق والاحتيال في رده، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والكذب)) يعني: ابتعدوا عنه واجتنبوه، وهذا يعم الكذب في
كل شيء، ولا يصح قول من قال: “إن الكذب إذا لم يتضمن ضررًا على الغير، فلا بأس به”؛ فإن هذا قول باطل؛ لأن النصوص ليس فيها هذا القول،
والنصوص تحرِّم الكذب مطلقًا؛ يعني: إذا كذب الرجل في حديثه، فإنه لا يزال فيه الأمر حتى يصل إلى الفجور – والعياذ بالله – وهو الخروج عن
الطاعة والتمرد والعصيان؛ (شرح رياض الصالحين: 4 /191). وعن عبد الله بن عامر ، أنه قال : زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا
غلام ألعب قال : فخرجت ألعب فقالت أمي : يا عبد الله تعال هاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أردت أن تعطيه ؟ » ، قالت : أردت أن
أعطيه تمرا ، قال : « إنك لو لم تفعليه كتبت عليك كذبة » ويقول عبد الله بن مسعود الكذب جماع صفات المنافقين فإن حسد كذب وان حقد على
غيرة كذب وان تعد غيرة كذب لذالك قال الكذب جماع صفات المنافقين والكذب أيضا من صفات الشيطان قال الله تعالى هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ
الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223) سورة الشعراء وقال الله تعالى قالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ فمن صدق في الدينا نفعه صدقه في الدنيا الآخرة وتامل رعاك الله في قول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ سورة البقرة كونوا مع الصادقين عندما يتكلمون كونوا مع الصادقين عندما يوعدون فلا يكذبون ولا يفترون وللاسف الشديد أصبح الكذب مع
الناس كادماء التي تسير في العروق يكذبون على الناس دول ان يلقو الى ما يتكلون به من أهمية ياخذون هذا الأمر هينا وهو عند الله عظيم
ومن أنواع الكذب عند الناس الكذب على ورسولة قال الله تعالى وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا
أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 8 – 10]؛ فالكاذب مريض القلب؛ لأن الكذب نقيض الصدق، والصدق يهدي إلى البر، والكذب يهدي إلى الفجور،
والإنسان الفاجر يحيا في الآلام النفسية بما تصوره له نفسه الأمارة بالسوء على أنه سعادة”؛ (الكذب آفة العصر: ص: 13]. الكذب ينقص الرزق،
ويمحق البركة: فقد أخرج الأصبهاني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((برُّ الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء)).
وبوَّب البخاري في “صحيحه” بابًا بعنوان: “ما يمحق الكذب والكتمان في البيع”، ثم ساق الحديث الذي رواه حكيم بن حزام رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((البَيِّعان بالخيار ما لم يتفَرَّقَا – أو قال: حتى يتَفَرَّقَا- فإنْ صدَقَا وبيَّنا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتمَا وكذَبَا، محقت بركة بيعهما)). فبسبب شؤم
التدليس والخداع والكذب؛ يزيل الله عز وجل بركة هذا البيع، فترى الكذَّاب يزداد ربحه، ولكن لا بركة فيه – نسأل الله أن يرزقنا الحلال الطيب، وأن
يبارك لنا فيه. الكذب سبب لابتعاد الملائكة، وحرمان بركتهم: فقد أخرج الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((إذا كذب العبدُ، تباعد الملك عنه ميلاً من نتن ما جاء به))؛ (قال الترمذي: “حديث حسن”، والراجح ضعفه). الكذب سبب لابتعاد الناس ونفرتهم
عنه: فمَن تعوَّد على الكذب وعُرِفَ به، سقط من أعين الناس، وضاعت هيبته منهم، فتراه منبوذًا؛ إن قال لا يُصدَّق، وإن شفع لا يشفع، وإن خطب لا
يخطب الكذب سبب للحرمان من نعمة الهداية: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]. الكذب سبب للطرد من رحمة الله