العاصمة

شبح الصبي الغاضب

0
إيمان العادلى

اسمى رقيه عندي 34 سنه اشترينا شقة جديدة ، كان سعرها رخيص جدا رغم كبر حجمها ،ولكن عيبها الوحيد بأنها بمنطقة شعبية بأحد احياء القاهرة ، ونقلنا للبيت الجديد الواسع أنا واسرتي وكنا سعداء، في اول يوم لنا بالمنزل ونحن نائمون سمعنا خبط شديد وكأن البيت يسقط على رؤوسنا ، أستيقظنا مفزوعين ونظرنا حولنا بخوف وتوتر ، لم يكن هناك شيء غريب كل شيء عادي ، سألنا الجيران من حولنا عن سبب تلك الخبطة ولكن الجيران تعجبوا فلم يسمعوا شيئا ابدا ولا أي صوت غريب .
في اليوم التالي بعدها سمعنا صوت ارجل تسير مسرعة وتجري من الشقة التي فوقنا وخبط شديد استمر الدق فوق رؤوسنا كثيرا وقتها طلعت أمي لتخبر أصحاب الشقة لان في ذلك اليوم كان أبي مريض للغاية ويريد النوم ولكن أصوات الدق لم تتوقف من تلك الشقة ، صعدت امي وكانت المفاجأة لقد كانت الشقة خالية تماما ومغلقة بقفل من الخارج .

نزلت أمي الدرج وهي مندهشة فهل رحل السكان ولكن ما تلك الأصوات من الشقة ، قابلتها جارتنا بالشقة التي أمامنا بنفس الدور وسالتها أمي عن تلك الشقة ، وكانت المفاجأة مفزعة فلقد عرفت أمي من الجارة بأن سكان الشقة رحلوا واغلقوها منذ اكثر من خمس سنين بعد موت ابنهم الصغير وسقوطه في منور العمارة من النافذة ومات على الفور ولقد وضعوا العدس الأصفر المغلي ودقوا المسامير بالأرض حتى لا يخرج شبح الصبي بالعمارة ويعذب الجيران وخصوصا كان طفل مكروه من الجميع ويتمنون موته لسوء سلوكه وشقاوته الشديدة ، وحبه لأذية الاخرين بشدة.

فكان الجميع يضربه وينهره لسوء افعاله ، والشقة خالية تماما من يومها ، ومغلقة ولا أحد يدخلها بعد وفاة امه حزنا عليه وترك والده الشقة وتزوج وعاش بعيدا لكرهه للشقة ولكنه رفض بيعها ولكنهم بالرغم من كل ما فعلوه لعدم خروج شبح الصبي ، فهم من حين لأخر يلمحون قط أسود مكان سقوط الصبي فيقدمون له اللبن والخبز لا يؤذوه وطلبت من أمي ألا تؤذي القط إن رأته على الدرج حتى لا يحدث لها مثلما حدث لجارنا بالدور الخامس ولم تخبرها ماذا حدث للرجل .

عادت أمي وهي تشعر بالتوتر وأخبرتنا القصة وحذرتنا من أذية القط إن رأيناه بالصدفة أمام باب الشقة أو على الدرج . وكأنه كان ينتظر أن نعرف قصته ،لا أعرف ماذا حدث فلقد أصبحت أرى القط باستمرار على الدرج وأنا ذاهبة إلى عملي بإحدى الصيدليات ، كان ينظر لي دوما بتحفز وغضب بالرغم بأنني لم أفعل له شيء ، لا أنكر كنت لا أصدق كلام أمي ولا تخاريف الجارة العجوز ولكنني كنت أخاف حقا من ذلك القط وأشعر بأنه ليس طبيعيا فلقد كانت عيونه زرقاء لامعة ولونة اسود كالليل وله انياب حادة مخيفة كانت هيئته حقا مرعبه وتثير التوتر والرعب في النفس .

كلما ذهبت صباحا اجده ينظر لي بغيظ ، هل لأنني رفضت تقديم له اللبن والخبز كما تفعل امي واخوتي ولكنني لا أومن بتلك التخاريف أبدا وإن كان شبح فهل سيأكل خبز ويشرب لبن لا أدري لماذا الجهل منتشر حتى ونحن في القرن الواحد والعشرون ، خرجت من باب الشقة وكان اللعين أمامي حاولت تجاهله ولكنه ظل واقفا مكانة ويموء بغضب ، شعرت بالخوف فهو كان يتحرك كل مرة ولكنه اليوم رفض التحرك فلا ادري كيف فعلتها لقد ضربته بكل قوتي بالحقيبة في يدي

وهنا اخذ يموء مصدرا صوت عالي و بشع جدا وغريب وخرجت امي واخوتي من الشقة ، حتى الجارة العجوز فتحت باب شقتها بغضب وهي تنظر بفزع لا ادري ماذا حدث ولكنني شعرت بالدوار وكأن هناك من دفعني من اعلى الدرج فسقطت على قدمي واخذت اتدحرج بقوة لثلاثة ادوار كاملة ، فلا اتذكر شيء إلا وأنا بالمستشفى وجسدي كله في الجبس لقد كسر عمودي الفقري واصبت بالشلل النصفي بالكاد استطيع تحريك يدي اليمنى الآن بعد علاج طويل للعلاج الطبيعي واستطعت كتابة القصة واخيرا عرفت ماذا حدث لجارنا بالدور الخامس ، لقد سقط من على الدرج بعد ضرب القط واصيب بالشلل مثلي تماما منذ سنوات الفرق بيننا بانه رحل منذ سنوات ومازلت انا على قيد الحياة لا ادري متى سأموت والغريب بأن القط الأسود ، مازال يظهر لي من وقت لأخر ويزوروني في احلامي حتى بعد أن انتقالنا لشقة أخرى ومرور كل تلك السنوات ولا اعرف ماذا يريد فهل لم يكفيه الانتقام وما فعله بي .

 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار