سيدنا كورونا بواسطة admins 0 شارك كتب : على امبابى هل يكون فيروس كورونا تأديبا إلهيا يعاصره فرصة ـ ام ـ عقابا سماويا واقعا بلا رجعة؟ سيُحفر في ذاكرة البشر، ان الله أدّب البشرية بفيروس كورونا في ٢٠٢٠، كفرصة للبقاء والاستمرار بأدب الحياة، بعد تطهيرهم العقل والنفس والروح في وعاء الجسد، استعدادا لعهد أرضي جديد قادم، يتشكل بحكمة قدرية، لا يناسبه منهج وجودنا فيما مضي! المتدبر حقا، يوقن بانه لا معرفة مسبقة بمواعيد العقاب الالهي او يوم القيامة! لا تدابير احترازية لصدهما او تأجيلهما! والعقاب الالهي ـ كمخلوق من مخلوقاته وقيامة صُغري للمعاقبين به ـ يقع بمواصفات يوم القيامة، من مفاجأة، وسرعة، وتغير تام في المكونات، لتبدأ الارض بعدها عهدا جديدا وتدبر معطيات فيروس كورونا، تدخل في دائرة العجب! فمن فيروس قاتل مطور في معامل الانسان، الي سلاحا موجها لاخيه الانسان، الي إنفلاتا منه يجتاح عالم الانسان! فلاول مرة يكون الانسان بفعله، هو ذاته اداة التأديب الالهي له بذات الفعل، على هذا النطاق العالمي! فرق كبير بين التأديب بالفيروس المطور بشريا، وبين العقوبة بالمخلوقات الالهية مثل الخسف والكوارث الطبيعية التي تقع فجأة، بسرعة، مكتسحة، شاملة، بدون خط رجعة او خطة وقاية. فعندما يغير الانسان في ٢٠٢٠ وظيفة العلم والمعرفة في علاج الامراض وحفظ النوع وعمارة الارض، ويجعل الفيروسات اداة للسيطرة على البشر واعادة ترسيم العالم اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا وتجاريا، يكون قد ” تلوط ” بما يجعله خليقا بتدخل إلهي! روح التأديب الوصول للأدب. والمؤدب بمنحه فرصة الإفاقة والتوبة والتصويب، يحنو علي المتأدب لضمان استمراره، برجوعه للادب مع الله ونعمه. وقمة التأديب الالهي، ان يصاحب قضاءه لطفه! وللطف صور واشكال و رسل! فأن يكون للكورونا وقاية وصد، لطف! ان يكون له محاولات علاج، لطف! ان يكون له ضوابط وارشادات تحمي من غائلته، لطف! ان يُلهم الدولة الوعي والامكانيات للتصدي له، لطف! ان يرزق عباده من يوعيهم، لطف! ان يُلهم الانسان التزام ضوابط الوقاية اختيارا، لطف! ان يرتبط صد كورونا ب”التطهر”، لطف! ان يشمل ويمتد التطهر للذات ومخالطة الغير والفواحش، لطف! ان يحكم كورونا بسد المفاسد وخرس التوافه وظهور العالم المجالد والقائد المثابر، لطف! عندما طلب لوط من قومه التطهر بالامتناع عن خرق الناموس، رفضوا واستخفوا بالعقاب لاستحكام الفعل فيهم، فاستحقوا العقاب عن جدارة! مع كورونا الامر مختلف؟ فطلب التطهر متدرج من وعي الشخص به، الي التعامل بمحاذيره مع الغير، الي تغيير نظرة المجتمع للازمة، الي دور الدولة في التصدي له. فإن لم يعي الفرد ان بقاءه اختيارا بمنزله، للمدة المعلنة لتجاوز الازمة كأحد دروب النجاة، فستزيد فرصة تأديبه بكورونا! إن استخف بضوابط النظافة والتطهر والاختلاط، فستزيد من فرصة تأديبه بكورونا! إن وقع فريسة الهلع وتكالب على المخزون وأخل بعدالة التوزيع، فستزيد فرصة مهاجمته من آخرين قد يكونوا مكرونين! إن شاكس النظم والتعليمات والدولة برفض البقاء في بيته والتطهر ذاتيا وفعليا، فستزيد فرصة تأخر لحاقه بالنجاة! إن استخف بما يجري او التحذيرات او اعتبارات العناية، فستزيد فرصته تأديبه بكورونا! من عظمة التأديب الالهي، انه قيض لطفه على يد أولي الامر، فيدبرون الامكانيات، يتخذون التدابير، يرفعون المعاناة، يتعاملون بأدب وجدية مع زجر تأديبي يمكن تخفيفه، بمجرد اقتناع الشخص منفردا، بانه امرا واقعا، مصحوبا بفرصة للواعيين ان يجتازوا المحنة. من الغير صحي او صحيح ان يُتعامل مع تدابير الدولة بعدم جدية او وعي، او عناد او تراخي او اهمال، او استخفاف او ذعر، فرُسل فرصة التأديب الالهي في القرن ٢١ مسؤوليتهم اخطر. ومن عظمة التأديب الالهي، انه يمنحنا فرصة للمراجعة، التدبر، اصلاح الذات والبين، فاعجوبة الفرصة ان شكل التأديب يأتي في صورة تطهر وطهارة وتطهير والتزام! مجرد اتباعنا تعليمات ومناهج التطهر ذاتيا وفي المكان ومع الغير، كوقاية من كورونا لمدة محددة من الزمن، سيبدأ في وضع تفكيرنا على درب اتباع الصح لانه اولي بالاتباع، وليس لمجرد الخوف من الاصابة او الموت، او طمعا في رفع الاذي واستكمال حياتنا كما كانت! إن الالتزام الاختياري بالدخول في مناهج الوقاية، بداية من الالتزام بالسكن الي اشكال التطهر المادية والسلوكية، ستكون فرصة معجزة لاسترجاع (سكن) النفس وسكينتها، بعد هلع وجزع السعي في الشوارع والمدن والبلاد، جريا خلف الرزق والاغيار والفرص والشهوات والثروات والظهور والمنافسة، وغيرها من صور الخروج من سكينة النفس والروح، للدخول في اضطراب وثورة وفوران الدنيا وزينتها. هل يكون فيروس كورونا، مددا لتأديب المجتمع وتطهير وعيه من الفيروسات الفكرية والصوتية والشكلية والسلوكية، لمعاودة فرز وتصنيف العديد من صور خرق نواميس الحياة ومحاولة البدء من جديد .. بطهارة؟ هل يكون فيروس كورونا، مددا لتأديب المجتمع بجعله ينصف العلم والعلماء ودعم الانسان والاهتمام بتعليمه وتربيته والاستثمار في وعيه وترقيته، عوضا عن اللجلجة في السطحيات والفوارغ والشعوذة؟ الحقيقة ان الفيروس تأديبا واقعا، والنجاة منه ممكنة، والاستفادة من حكمة وجوده لازمة، والخروج منه بالدروس واجبا. فيوما ما، سيأتي علينا زمنا نهتف به من أعماقنا … اقتباسا من الساده المتصوفه (مدد يا سيدي كورونا) شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة