وصفراء سمراء حولاء حمقاء عيناء) وهي علامة التأنيث والعموميّة والارتباط والتلازم
والاستمرارية (الإطلاق) والفوقيّة.وكذلك قولهم عيناء وحسناء وجيداء وكحلاء هذا وقد اتخذت
هذه الصيغة تاريخياً (الألف كلاحقة) وضعاً مقدساً أو صارت لدى الشعوب القديمة دلالةً على قداسة
الاسماء وإنّ أصل لفظة (داريّا) هو (داريّاء) و(اشبيليا) هو (اشبيلياء) و(طبريّا) هو (طبريّاء)
و(سوريا) هي (سورياء) وهي (صورياء) نسبة إلى إمبراطورية (صور) التي قامت في التاريخ القديم
وامتدت إلى البحرين وشملت بلاد الشام وغيرها، ولفظة (جلاء) تعبيرٌ يفيد اللاعودة والإطلاق
إضافة إلى عمومية في الزوال أو الإزالة المكانية والله أعلم.
و(الواحد) هو (الأول) وهو (الأحد) ، و(آدم) هو أول من دب على الأرض وجال فيها وأكل منها هو
وزوجه، وآل وآلاء وآية وأمن وأول وابن كلها دلالة على (الألف) الأولوية والبدء؛ والألف في (لا
الناهية ولا النافية) لها دور بارز وهو الحسم والوقف والمنع القوي من جهةٍ أعلى للفعل وللعمل
الذي تمثله اللام والله أعلم. ولفظ(أوَّاهْ) أي عائدٌ إلى الله بقوة عائدية؛ وفالق (الإصباح): أي مُحدث
الانقلاب والتغيير من حالٍ إلى حال النقيض، إنها قلب الشيء الثابت إلى نقيضه، ولفظ (أرض) المفترض أنه دلالة على البدء الرحب والمنشأ
والتكوين والتشكل التام، وأنه كانت فيها البداية (الألف مقدمة)، بينما لفظ (سماء) فدلالة على نهاية الاتجاه أو نهاية المسار وهي فيها النتيجة والمآل وإليها المسير والمصير، وأنَّ فيها النهاية (الألف لاحقة)،
وحرف النون كلاحقة تكون للضمير دلالة على جماعة الإناث في جميع الأزمنة أو لتأكيد الفعل، وهي في الأبجدية العربية في المرتبة الرابعة عشر، وتنقلب النون الساكنة إلى التنوين عندما يراد الترنم وللتمكين وللتنكير وللعوض وللمقابلة أو للمغالاة، هذا في النون الثقيلة أما الخفيفة فتختص بالمستقبل إما وضعاً، أو في صيغة الأمر أو لطلب؛ والنهي والاستفهام والتمني والعَرض والقسم ولتشبيه النفي بالنهي، وأحياناً تكون للوقاية وهي نون العِماد؛ تدخل قبل ضمير المتكلم لتمنع الكسر: (ضربني) وأحياناً أخرى للمثنى سابقةً للألف والياء، والمجموع شذوذاً مثل (سنين)، وفي جمع المذكر السالم وحرف (النون) يشير دائماً إلى البداية، فـ(النطفة) بداية تكوين الماء والله أعلم، مع التأكيد على أن معاني الحروف العربية ودلالاتها إذا كانت في بداية اللفظ غيرها في نهاية اللفظ، وهي غيرها إذا كانت في الوسط كذلك فإنّ الحركات الظاهرة والمقدرة تؤثر في منحى معنى الحرف العربي وتعطف مساره عطفاً نوعياً والله أعلم، وهو حرفٌ أساسي يدل على القداسة وهو من الأحرف النورانية والمعنوية، وقديماً أو في (اللهجات العربيات القديمة) إن صحَّ التعبير فإن (النون) كانت تعني اسمُ لفظ الجلالة (الله) أو الإله أو النسبة والانتساب للهأ خصوصاً إذا شكلت اللاحقة في الأسماء أو الأفعال، ومثال ذلك: سليمان (يقال أن معناه حبيب الله) والله أعلم، وسليمة الحبيبة غسان عدنان لوزان، وذو النون: لا تعني ذو الحوت! كما ذكر المفسرون ولكنها تعني (ذو العلم) أو (ذو القلم) والدليل هو أن اللهأ قد سماه ذو النون قبل أن يُدخله جوف الحوت والله أعلم
وفي القرآن الكريم لفظة (نهر) و(أنهارا) تشير إلى الجريان والتدفق المستمر للخير، والخيرات عموماً من مصدرٍ مطلقٍ غير محدود قال تعالى: ﴿ لٰکِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)﴾ [آل عمران: 198]، و(جناتٍ تجري من تحتها الأنهار) أي: أنَّ الخيرات للمؤمنين والمؤمنات في الجنة مطلقة وغير محدودة، وهي (من تحتهم) أي في متناول يدهم وتحت تصرفهم متى شاءوا، فالنهر أساساً يعني: الإمداد الذي لا ينقطع، وإذا انقطعت فهي لن تعد أنهاراً! إنها مجرد وديان أو حفر! أما الأنهار فهي مجارٍ للخير لاتنقطع أبداً وشرط النهر هو الجريان الدائم، لآن (الراء) للتكرار والاستمرار والرسوخ، والنون للدعم والإمداد الذي لا ينتهي ولا ينقطع، والهاء فيها انفتاح والله أعلم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.