العاصمة

سلسلة (ماذا تعلمت من الهجرة )

0

 

كتبت / ناهد عثمان

6- علمتني الهجرة: أن الثقة تظهر في مواطن الشدة، وها هو الصديق يسلم لصاحبه

الأكبر صلى الله عليه وسلم نفسه في رحلة تحفها المخاطر، وكيف لا يثق فيه وهو

الصادق المصدق؟! وما أروع رد الصديق حين سئل: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ…(رواه البخاري).

7- علمتني الهجرة: أن النصر مع الصبر، فلا نصر لجازع متسرع، ولا فوز لقانط متعجل،

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لخباب وإخوته حين تعجلوا النصر: “وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ

هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ” رواه البخاري.

8- علمتني الهجرة: أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فلما ترك الصحابة مكة

وهي خير الديار فتح الله بهم الدنيا وعمّر بهم الأمصار والأقطار، فكانوا لها أهلها، ولأهلها أبواب خير وفضل.

9- علمتني الهجرة: أن المرأة شقيقة الرجل، فلا الرجل وحده يبني حضارة، ولا المرأة وحدها تصنع مجدا، ولهذا لم تغب أسماء ومن قبلها سمية ونسيبة عن مشاهد الهجرة وأحداثها.

10- علمتني الهجرة: أن النصرة ليست بحماسة الشباب وحدها ولا بحكمة الشيوخ دون غيرهم، فالعبرة بالقدرات والإمكانيات والملكات، فما قام به علي لا يقل كثيرا عما قام به الصديق، ولم يؤهل الصديق لصحبته سنه ولا صداقته، ولا أهّل عليا لفدائه شبابه ولا قرابته، بل الذي رشح هذا وذاك لما قاما به هو الإمكانات والقدرات والملكات.

اترك رد

آخر الأخبار