العاصمة

زي النهارده وفاة العميل المصري (أحمد الهوان) جمعة الشوان 1 نوفمبر 2011

0

إيمان العادلى

هو أحمد محمد عبدالرحمن الهوان وشهرته جمعة الشوّان وكان عميلا للمخابرات المصرية وكان للمصري اليوم شرف اللقاء معه في منزله بالمهندسين بشارع الرشيد من شارع أحمد عرابي وسرد وقائع وتفاصيل مهمته التي قام بها والتي لا يتسع المجال لذكرها فيما رفض الإجابة على أي أسئلة متعلقة بـ(جوجو) وهو مولود في 6 أغسطس 1939 في السويس.

وتربي ونشأ فيها والتي اضطر إلى الهجرة منها هو وأمه وأخوه وزوجته بعد نكسة يونيو 1967 وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وهو عميل لجهاز المخابرات العامة المصرية بعد نكسة 1967.

يعتبر من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإسرائيليي وكان للمصري اليوم شرف اللقاء مع الشوان في منوله بالمهندسين وحين هبط القاهرة حاول العمل بالسوق السوداءعن طريق بيع المواد التموينية والتي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في المسلسل باسم باندانيدس وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للهوان بحوال 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجودا في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق على أي شيء.

وفي اليونان قابل الهوان الريس زكريا (هو اللواء عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية الاسبق) بالمخابرات العامة وحاول إقناعه بالعودة ولكن الهوان لم يستمع له وبعد مرورالوقت قرر الهوان العودة إلى مصر لولا أنه عرف أن باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس باعطائه عمل على إحدى سفنه والذاهبة إلى بريستون بإنجلتراوهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي احبها واغرته للعمل معها وطبعا كان ذلك تخطيطا من الموساد، بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبوداود (في الحقيقة شمعون بيريز رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها فيما بعد) يعمل بالشركة وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.

وعندما عاد الشوان إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه اخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط عبدالسلام المحجوب والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لاقاه، وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درساً وبدأ تعاون الهوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه وأخبارهم بما يريده المصريين مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة للإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الهوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله.

وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على اصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر.

بمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال. وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان وقد قام الموساد بمحاولة القضاء على جوجو التي وقعت في حب الهوان بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت ومن هنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية على تأمين الهوان بإسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب.

وقد أتت جوجو لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة وقامت المخابرات المصرية بتمويل عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص كان في زيارةلمصر للقيام بعدد من العمليات الجراحية وقد نجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973 وقد عاش الهوان حاليا في منطقة المهندسين بالقاهرة وبالتحديد في شارع الرشيد المتفرع من شارع أحمد عرابي إلى أن توفي «زي النهارده » في 1 نوفمبر 2011 في مستشفى وادي النيل بالقاهرة عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع طويل المرض

وطالب اللواء فتح الله عبدالحميد مدير معهد المخابرات السابق بإشاعة هذه النماذج الوطنية إعلاميا وإبراز النماذج البطولية والعرض لسيرها كنموذج يحتذي به في الوطنية والفدائية حيث لايعلم كثير من شباب اليوم عنهم شيئا واختطفتهم النماذج السيئة التي تطرحها السينما وبعض الأعمال الدرامية فيما تعرض وسائل الإعلام للجوانب السيئة والمعتمة في مسيرة الوطن، ولقدرأينا فرنسا تحتفي بنموذج مثل نابليون بحسناته ومساوئه وعن (معة الشوان ) قال أن إسرائيل حين تقوم بعملية ما مهما كانت متواضعة فإنها تكرس وتروج لها باعتبارها عمل عظيم والشوان واحدة من ملاحم البطولة المصرية وهناك عدة اعتبارات مخابراتية وعدة عوامل تؤدي لنجاح العمليات التي تماثل عمليتي الشوان والهجان منها حسن اختيار الشخصية كما أن لرجل المخابرات فراسة يتميز بها عن غير وما لانراه في شخصية ما يمكن لرجل المخابرات أن يراه وهناك مواصفات وشروط يجب أن يتمتع بها عميل المخابرات يتم على أساسها اختياره ثم يقوم بالتدريب المكثف والتأهيل النوعي للشخصية المختارة وإلا لما أمكن للشوان اجتياز اختبار كشف الكذب كما يتعين عدم وجود أي ثغرة في طريقة الاتصالات والتواصل مع العميل الذي يجب أن يتمتع بالذكاء الشديد والقدرة على إقامة شبكة علاقات واسعة وناجحة وقوة الملاحظة والقدرة على التخزين بالذاكرة والإخلاص الشديد وروح الفدائية.

اترك رد

آخر الأخبار