![](https://i0.wp.com/bwabtelasyma.com/wp-content/uploads/2025/02/1-113.jpg?resize=750%2C430&ssl=1)
رمضان في غزة: بين أمل الإعمار وواقع الأزمات
يارا المصري
يعيش سكان غزة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حالة معقدة من الترقب بين الأمل والإحباط. في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة، تظل صفقة الإعمار المرتقبة نقطة محورية في حياة الناس، حيث يأمل الكثيرون أن تساهم في تحسين ظروفهم المعيشية قبل حلول الشهر الفضيل. لكن مع استمرار التحديات السياسية والاقتصادية، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل سيكون رمضان هذا العام مختلفًا حقًا؟
عاشت غزة خلال العقد الماضي أزمات متلاحقة، من حروب مدمرة إلى حصار خانق أثر على جميع جوانب الحياة. مع اقتراب رمضان، تزداد معاناة الأسر التي تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والدواء، مما يجعل الاحتفال بالشهر الكريم تحديًا إضافيًا. تقول أم أحمد، وهي أم لأربعة أطفال:
“رمضان كان يعني لنا التجمع حول المائدة والفرح، لكن في السنوات الأخيرة أصبح الأمر صعبًا. في العام الماضي لم يكن لدينا ما يكفي لإعداد وجبة الإفطار كما كنا نفعل من قبل.”
يتابع سكان غزة المفاوضات المتعلقة بصفقة الإعمار عن كثب، إذ يرون فيها بارقة أمل لتحسين ظروفهم. بالنسبة للكثيرين، لا تعني إعادة الإعمار مجرد بناء المنازل، بل استعادة الحياة الكريمة التي فقدوها. يقول محمد، أحد سكان غزة:
“نحن لا نحتاج فقط إلى إعادة بناء المباني، بل نحتاج إلى إعادة بناء حياتنا. إذا لم تتمكن القيادات من التوصل إلى حلول، فكيف سنتمكن من الاحتفال برمضان؟”
ومع ذلك، هناك حالة من عدم الثقة تسود بين المواطنين، خاصة مع استمرار الانقسامات السياسية الداخلية والصراعات الإقليمية التي تعرقل أي تقدم حقيقي. تقول نادية، من سكان رفح:
“كل شيء متوقف على المصالح السياسية، بينما نحن ندفع الثمن. إلى متى سنظل عالقين بين وعود لا تتحقق؟”
الجانب الاقتصادي يشكل عقبة رئيسية أمام استعدادات الأسر لاستقبال الشهر الفضيل. مع تزايد معدلات الفقر والبطالة، أصبح الحصول على الاحتياجات الأساسية تحديًا يوميًا. يقول أبو خالد، أحد سكان غزة:
“رمضان ليس فقط صيامًا وصلاة، بل هو أيضًا بهجة وفرحة، لكن كيف نفرح ونحن لا نملك ما نضعه على موائدنا؟”
تعتمد آمال كثير من العائلات الغزية على نجاح المفاوضات وتحقيق توافق يخفف من معاناتهم. يرى البعض أن أي تقدم في صفقة الإعمار قد يكون بداية لحياة أفضل، بينما يخشى آخرون من أن تظل الوعود مجرد كلمات دون تنفيذ فعلي.
في النهاية، يبقى السؤال: هل يحمل رمضان هذا العام تغييرًا حقيقيًا لسكان غزة؟ أم سيبقى مجرد محطة أخرى في سلسلة من المعاناة المستمرة؟ الأكيد أن الشعب الغزي، رغم كل التحديات، سيحاول أن يجد في هذا الشهر الكريم لحظات من الأمل والتكاتف، منتظرًا مستقبلاً أفضل.