ة
كتب :طارق سالم
دكرنس / دقهلية
كما تعودنا منذ أزمنة بعيدة أن التربية اساسها البيت من خلال
العادات والتقاليد المكتسبة مثل الأدب والاحترام لكل من بالبيت
وبالتالى ينتقل إلى الشارع ثم الحارة حتى يوصف هذا الإبن بأنه
مؤدب ومحترم ومتربي لأن أبوه وأمه علموه كل ده سواء كان بنت
أوولد يرى ويسمع كل التصرفات الإيجابية والمعاملة الحسنة من والديه المثل الأعلى له والتى تمكث بداخله منذ
نعومة أظافره وتظل بداخله دوما وتخرج عند تعرضه لموقف مشابه فيتصرف كما شاهد والديه كيف كانت رؤيتهم
وتصرفهم تجاه هذا الموقف وكيفية معاملة الأخر واحترامه وتقديره وتوقيره .
وعند خروجه للحياة كانت أول محطاته هي المدرسة التى يتلقى فيها العلم والتقويم وليس التربية بمفومها
التقليدي لأنه اكتسب التربية بالبيت من خلال الأسرة فيتلقى العلم والتقويم لبعض النواقص التى يحتاجها بالتوجيه
للعادات الطيبة وتطويرها وكيفية التعامل بها مع زملائه بالمدرسة من قبل المعلم الذي كان له كل الاحترام لأن عند
خروجه من البيت إلى المدرسة يخرج وهو بداخله الأدب والأحترام الذى زرع بداخله من قبل الأسرة وبالتالى ينعكس
هذا على احترامه لمدرسه وللمدرسة
من خلال هذه التربية كانت تخرج علينا أجيال محترمة مؤدبة متفوقة في أى مجال من مجالات الحياة منذ الصغرلا
تسمع لها ما يعكر صفو الأسرة ولا الشارع ولا المجتمع سواء كانت المدرسة أو الجامعة أو الوظيفة دائما ما تسمع
منهم كل ما يسر القلب ويفرح العين ويريد الأخر مصاحبته ومجالسته وصداقته لأنه مثل للقيم والمبادئ والاحترام
وعفة لسانه لا يخرج منه إلا كل طيب .
• اليوم انعكست الصورة تماما واصبحنا نرى الصورة مقلوبة نرى الأسرة تستهتر وتكف البصرعن تربية الابناء التربية
السليمة منذ الصغر والتى تنعكس عليه بالكبر فقدت الأسرة السيطرة على الأبناء منذ الصفر لأنهم لا يهتمون ولا
يقدمون على رعايتهم رعاية سليمة من حيث الأدب والاحترام وأسلوب التعامل مع الأخر ويتركونه يعبر ويتحدث
ويتصرف بكل حرية في كل المواقف مهما كانت دون أن تعى الأسرة خطورة هذا بالمستقبل وأنه سوف يخرج
للمجتمع وهو فاقد أهلية الذوق والأدب والتراحم لأن كانت الأسرة تسعد دوما بالإبن وهو يتهجم عليها باسلوب غير
لائق وبالفاظ غير مرتبة وكلمات معيبة فيضحكون ويهللون له ويقبلونه ويحضونه ويحدث هذا ليس أمام الأسرة فقط بل
يحدث بالبيت وبالشارع .
• من هنا تأتى خطورة هذا الأبن عند خروجه للمدرسة يخرج وهو غير مؤهل للتعامل مع زميل أو مدرس لأنه لم
يكتسب التربية السليمة من قبل الأسرة واعتقادها أن المدرسة هي التى تقوم بدورها بالتربية وهو اعتقاد خاطئ
لأن دور المدرسة هو العلم والتنوير والتثقيف وبعض من جوانب التوجيه وليست التربية .
• فلا تكتفى الأسرة بفشلها بالتربية الحقيقية للأبناء بالبيت وأن تصبح هي وتصرفاتها المثل الأعلى للابناء ولكن تخرج خلفه عند
ذهابه للمدرسة لأنها تعلم أن ابنها ليس لديه حسن التصرف مع الأخر وليس هذا فقط أنما تعدى الأمر إلى الدخول معه إلى
المدرسة ثم إلى الفصل وهي لا تعلم أن بفعلها ده سلبت منه شخصيته وهو بالصغر لانها تقوم بالتصرف نيابة عنه فيتواكل
الأبن ولا يفكر ولا يتصرف بأى أمر ولا يحاول التصرف لأنه إعتاد على أن هناك من يفكر له ويتصرف نيابة عنه فتجد الأبن يقف
حائرا وفي حاجة لمن يساعده كالمعتاد فتصيبة نوبة العنف والجبن فتخرج منه الكلمات القبيحة ويؤدى أفعال تؤذى الأخرين
حوله ولا يهاب من أحد حتى ولو كان معلمه فيقف ببجاحة ويتحدث بقلة أدب وينطق بالفاظ غير محترمة ويهدد ويتوعد لكل من
يعترضه وهنا يستدعى بخياله أمه أو أبيه ويستنجد بهم هنا خرج الإبن من مفهوم التعليم واحترام المعلم والمدرسة وتصرف
وكأنه بالشارع أو بالحارة أو بالبيت كما هو كان متعود بالسابق . وعندما يذهب للبيت يقص قصة خيابته على ابويه وهو يمثل
البكاء والألم والظلم الذي تعرض له من وجهة نظره الضالة
• هنا يتألم الأبوين بحكاية الإبن لهم ويطبطبون عليه ويواسونه وكأنه كان بالمعتقل وليس بالمدرسة ونسوا انها مكان للتعليم
والتعلم والتهذيب والتثقيف ويتوعد الأبوين من اشتكى منه الإبن ويوقولن غدا سوف اذهب معك واشوف من ده الا كلمك كده
وهوريه ولا يعلم هذا الأب الخايب أنه يضلل ابنه عن التربية الصحيحة ويضع بعقله وقلبه الجبن والخيابة والخوف من المدرسة
ومن مواجهة أى أمر ويكون اعتماده الكلى على أبويه .
• ويأتى صباح الغد ويذهب أحد الأبوين مع الخايب إلى المدرسة وعند اللقاء يصيح ويقول من هو يابنى يشير الولد إلى الطالب أو
المعلم الذي كان له الموقف معه وبدون عقل ولا فكر ولا احترام لمحراب العلم والمعلم يتوعد ويتهكم على كل من بالمدرسة
على مرأى ومسمع من الطلبة على مختلف أعمارهم وتحدثهم أنفسهم إلا خوف عليهم سوف يجدون السند الخايب عند
تعرضهم لمثل هذا الموقف .
• ألا يعلم هذا الأب أو هذه الأم خطورة موقفها الخطأ هذا بالمستقبل لأنه عند مروره من مرحلة الطفولة سوف ينقلب عليهم وعلى المجتمع ولا يمكن بعد ذلك التحكم به ولا بتصرفاته الطائشة ولا يشفع لهم الوقوف بجانبه لأنه اصبح فاقد الأهلية والسيطرة فيصبح مستقبله بلا مستقبل تجده مع أمثاله الضالين ومع من هم على شاكلته بالمجتمع
• كل هذا بسبب الأسرة التى فهمت أن التربية بالمدرسة فقط ونسوا دورهم الحقيقي بالحياة وهو خلق جيل جديد مؤدب محترم يتعلم ويتثقف ويحترم مدرسته ومعلمه ويدين له بالفضل والعرفان في تعلمه ويكون مثل حى له بالحياة ونموذج نافه لها وللوطن .
• أتمنى من الأسرة أن تعيد النظر بالتربية وتعيد النظر في سلوكيات أبنائهم ومراقبتها جيدا وعدم مساندته دوما سواء كان صح أو خطأ إزرعوا فيهم الحياء والأدب والإحترام منذ الصغر لأنكم مسئولون وسوف تحاسبون أمام الله على هذا .