العاصمة

دكرنس والأمانى المنتظرة

0

طارق سالم

عندما يخدنى الحنين والوجع بالحديث عن بلدى دكرنس التى اصبح حالها لا يسعد أهلها لأنها تزداد ألما

منهم من كثرة الحديث عنها منذ زمن ولا ينعكس هذا الحديث عليها بشئ حتى اصبحت كالمرأة العجوز

التى تنال عطف القاصى والدان والكل يتمتم بكلمات غير مسموعة وأهات غير محسوسة وهو ينظر

إليها نظرة الشفقة على ما وصلت إليه ولا يحاول مد يد العون لها حتى تقوم من مكانها ويتغير حالها إلى

أحسن حال برغم أنها كانت هي الحضن الدافئ لكل من حولها من قرى وبلدان والكل كان يحلم بالعيش

بها والقرب منها ويلبس لباسها ويسكن مسكنها ويتمنى أن يكون من سكانها وعندما يغادرها يحكى

قصتها ويعيش على ضفاف ذاكرتها وكأنها المعشوقة التى يسطرلها أجمل الأبيات وأحسن الألحان .

• هكذا كانت بلدى دكرنس بالماضى والكل عندما يتذكرها يقول دكرنس دى بلدى التانية وعشت بها

أجمل ايام عمرى وقضيت بها زهرة شبابى مع أهلها الطيبين المخلصين اصحاب الحضن الدافئ الذين

لا يفرقون بين من هو وافد ومن هو أهلها لأنها كانت تفرد ذراعيها للكل وتأوى من كان ليس له مأوى

سواء من مسكن وعيش وفسحة وتعليم وصحة وعمل ووظيفة ومنصب وجاه وسلطان واصحاب وأهل

وذكريات نعيشها جميعا على أرضها ونلتحف بسماءها حتى اصبحت الأنساب بيننا متينة وقوية

• تعالو بنا نلقى نظرة على حالها اليوم والأمانى التى تنتظرها حتى يعود إليها ولو جزء بسيط من

الماضى والزمن الجميل زمن الحب والأخلاص والإيثار وتقديم مصلحتها على المصلحة الشخصية والعمل

والتفانى من أجلها حتى تصبح شابة كما كانت فرحة مسرورة بأهلها ونخرج بها إلى الحاضر والمستقبل

ونزينها ونزفها كأنها عروس تستعد ليلة زفافها ونجهز لها موكب الزفاف والجماهير تحيطه من كل جانب

تغنى وترقص وتضرب الدفوف ونطوف به المدينة والكل يعاهد نفسه على المشاركة المخلصة والعمل

والتعاون والتكاتف بين أهلها يدا بيد وكتف بكتف على أن تكون ليلتها هى ليلة العمر بكل صدق وحب

حتى تزف إلى أهلها وتصل إلى ما تتمناه .

• من أمنيات العروس قبل زفافها هى أمنيات تأخرت كثيرا جدا وبح صوتها وضعف بدنها على تحقيق هذه الأمنيات حتى تكون من بين البلدان المتقدمة ومنها :

1- أن تكون طرقها كلها مستوية صالحة للسيارة سواء كانت مركبة أو سير على الأقدام طرق ممهدة

صالحة ذات جمال وعلى جانبيها الخضرة والزهور وخاصة التى داخل المدينة التى اصبحت يطلق عليها

إسم طرق وفقط ولكنها لا تمس للإسم حتى بأية صلة ويملؤه الزحام من الباعة المتجولين وأصحاب

المحلات الذين تعدوا عليه وتركوا للسيارة أمتار قليلة لا تشفع ولا تنفع للمرور جنبا إلى جنب من كثرة

الزحام مابين مركبات بأنواعها من سيارات وتكاتك وموتوسيكلات ودراجات وأيضا مع السيارة من أهلها

الذين يألمون من السير بين كل هذا ولا يجدون فسحة منه تليق بسيرهم لقضاء حوائجهم إلا بصعوبة

بالغة ويتعرضون من هذا الزحام إلى حوادث أو خبطات أو تفادى كل هذا تارة بالخطوات المسرعة أو

بالسير كزجزاج وهو يلتفت خلفه وأمامه وبجانبه وتارة بالجوء والصعود إلى الترتوار الخاص بالمحلات

ومنها من هو عال ومنهم من هو به بضاعة ومنهم من هو يضع حواجز لعدم الأقتراب وليس هذا وفقط

بل أرضيته غير مستوية وبها كثير من النقر والمطبات التى تصيب كل من يمر عليها وتمتلئ بالمياة في

فصل الشتاء والكل لابد أن يشمر جلبابه ويتحسس موضع أقدامه خوفا من الوقوع بالحفر والنقر وأحيانا منهم من لا يسلم من الوقوع بهم والفتك بأحذيتهم .

2- تتمنى بلدى دكرنس قبل زفافها إلى تجميل الحدائق التى أصبحت خرابة لا تليق بأهلها ولا حتى

بالمنظر العام اصبحت أرضها ترابية خالصة واصبحت زهورها يكسوها الجفاف وكأنها عيدان من الحطب

وأصبحت قواعدها الاسمنتية مكسرة ويطل منها الحديد واصبحت أسوارها يطل منها الحزن والهم وتبكى

على حالها وحال حديقتها التى كانت بالماضى خضرة يانعة تسر الناظرين .

3- تتمنى بلدى دكرنس قبل زفافها أن تتوفر لديها أدوات الحماية المدنية الكاملة خاصة بعد ما أطلت

عليها ظواهر الأبراج التى حجبت عنها النور والضياء والتى تمثل خطورة بالغة على الأهالى لو حدث هناك

حادث لقدر الله
4- تتمنى بلدى دكرنس في العمل على تجميل الكورنيش الخاص بها والذى هو كان المتنفس الوحيد

للأهالى من الفسحة والخروج للتنزه والمشي ليلا في حر الصيف جماعة وأفرادا وأعادته على ما كان

عليه منذ نشأته لأنه لم لم يعد هناك اية متنفس للنزة للأهالى سواء كان بوسط المدينة وحدائقها أو

شارع البحر والكرونيش الخاص به واصبح المدينة بلا أماكن للفصحة والنزهة وكأن كتب عليهم الشقاء

بالنهار والليل ولا يجدون من يروح عن أنفسهم وتغير حالهم .

5- تتمنى بلدى دكرنس العمل على التعاون والتكاتف والنظر للمستقبل والوقوف صفا واحدا ورأيا محايدا

لكل من يريد أن يتعرض للعمل العام وتمثيل أهلها في اية مناسبات سواء كانت محلية أو سياسية وأن

يتم الأختيار بالتوافق على الأنفع والاصلح لمن يمثلها للصالح العام وتجنب المصالح الشخصية .

6- تتمنى بلدى دكرنس من رجال أعمالها وهم كثر أن يكونوا لجنة خاصة بهم ليجتمعوا على ما يقدموه

لها بجانب أعمالهم التى هى على أرضها ولم تبخل يوما على تقديم يد العون لهم من كل الخدمات

وتهيئة الجو العام والمناسب لتسيير أعمالهم والأن جاء الدور عليهم جميعا ليتحدوا وليقدموا لها ولو جزء

من جمايلها عليهم وعلى أعمالهم وهناك مجالات كثيرة تريد منهم أن يحسنوها أو يقيموها أو يجملوها

مثل الشوارع والحدائق والكورنيش وتجميل الميادين بالمدينة بعيدا عن تقديم التبرعات للمؤتمرات الغير

نافعة والتى هى لا تثمن ولا تغنى من جوع والتى هى تخص فئة معينة ليس بيدها من الأمر شئ غير

الظهور والتصويروالتباهي ولم يعد على أهلها باية منفعة وكثر منهم لا يعلم عنها شئ لأانه يريد أن تتوفر

له حاجاته ومساعدته على النهوض بدكرنس من خلال العمل والإخلاص وتوفيروتهئية الجو العام

المناسب وتقديمها للنفع العام والصالح العام لدكرنس وأهلها لأنهم هم الأحق بالتبرع والعمل حتى تكون

بلدنا في أحسن صورة

7- تتمنى بلدى دكرنس في نشاط أحزابها التى هي على أرضها وتفعيل دورها المجتمعى الهام والعمل

على أرض الواقع بتنفيذ برامجها التى أنشأت من أجلها لخدمة المجتمع وتوعيته وتثقيفه وتقديم يد العون

له من خلال إقامة مشاريع تنموية تهم وتعينه على القدرة على العيش وفهم الدور الحزبي الذي ينتمى

له مما يزيد الأنتماء داخله لبلده أولا ثم لوطنه ثانيا ولا يقتصر دورها على السياسة فقط لأن السياسة تخدم فئة معينة من المجتمع وأعتقد أنهم من أصحاب المصالح فقط
• اين دور الأحزاب في مشاريع النظافة من خلال شبابها وتوفير الأدوات اللازمة لها اين دور الأحزاب في جذب المرأة وتوفير لها كل ما يلزمها من منتجات مثل الخياطة والتريكو ومنتجات الألبان والتطريز وفتح نوافذ لها للتعينها على العيش ومواجهة الحياة بعزة وكرامة وخاصة المرأة المعيلة والأرامل والأيتام .
• أين دور الأحزاب في تجميل المدينة من تبنى تجميل الحدائق والطرقات والكورنيش والكل يعلم أن أماناتها هم من أكبر رجال الأعمال اصحاب رؤس الأموال ولديهم القدرة على الصرف في هذه المجالات كما يصرفون على المؤتمرات الفانية .
• اين دور الأحزاب بالمدينة من وسائل المواصلات ولتكن حتى الداخلية من خلال توفير سيارات سرفيس للتنقل داخل المدينة وأجوارها بأمان وسهولة ويسر وبالطبع هتكون خدمة للمجتمع وايضا تجلب الربح من أعمالها وتزيد من موارد الحزب .
• اين دور الأحزاب المدينة من العملية التعليمية بالتعاون مع المدارس من خلال نشر الوعى بين الطلاب في أمور عدة مثل قضية الإنتماء للوطن بالتفوق والعمل الجاد والمخلص وتوعيته من الأفكار السيئة التى تغير من فكره وعقله ومستقبله حتى يخرج جيلا وطنيا صالح ينفع نفسه وينفع المجتمع من أجل مستقبل أفضل .
• أين دور الأحزاب في مجال الصحة والتعاون مع المؤسسات الصحية بالمدينة لنشر الوعى الصحى بين أفراد المجتمع وتوفير بعض من الأداوات اللازمة والمستلزمات الطبية التى تعاني منها هذه المؤسسات وايضا عمل قوافل طبية مجانية دائمة .
8- تتمنى بلدى دكرنس من الجهاز التنفيذي بها العمل على أرض الواقع بكل صدق وامانة وإخلاص وتنفيذ الأفكار النيرة التى تنفع المواطن ومحاربة كل فاسد في جميع المجالات والعمل على توفير كل ما يلزم من خدمات عينية ومادية لأهل دكرنس والعمل على أنكم راعاة هذا المجتمع ومسئولون عن رعيته وأنتم في فترة قيادته حتى تتقدم وتتحسن بلدنا دكرنس وتلحق بركب المدن الأخرى الجميلة ولتعلموا أن ذكراكم بالعمل ستظل عطرة بين الأجيال أو تترحم على توليكم وتذهبون لغايبة الجب لا تجدون من يبتسم حتى بوجوهكم عند مقابلاتكم .
9- تتمنى بلدى دكرنس وهى بليلة الزفاف على أمل غد أفضل وأحسن وأن يتفق أهلها على قلب رجل واحد ويتوافق رأيهم مع صالحها ومع كوكبها الذي ينتظر مستقبل أفضل من خلال تجنب المظاهر والمصالح الشخصية .
وأخيرا أتمنى أن ننظر إليها بكل جدية دون تفاحر أو تباهى من أحد لأنها صاحبة الفضل الأكبر على كل منا وستظل هى دائمة عزيزة أبيه ونحن أن لم نخلص لها سنصبح بالهاوية ونسال الله العافية

اترك رد

آخر الأخبار