خمسة احداث تاريخية تمنع الصلاة والطواف حول البيت العتيق
كتب د فوزي الحبال
لقد قررت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين ، إغلاق المسجد الحرام والمسجد النبوي من بعد صلاة العشاء لحين صلاة الفجر ، بالتزامن مع قرار الرياض بتعليق العمرة لجميع المسلمين في الداخل والخارج ، ومنع الصلاة في صحن المطاف حول الكعبة وفي أماكن أخرى من الحرمين بسبب كورونا .
وتعيد القرارات الوقائية السعودية الجديدة إلى الأذهان ، أربعة أحداث في تاريخ البيت العتيق في مكة المكرمة ، تسببت بإغلاقه ، إحداها حدث قبل ظهور النبي محمد عليه الصلاة والسلام، واثنين في العهدين الأموي والعباسي ، وحادثة رابعة وقعت في سبعينيات القرن الماضي .
هجوم أبرهة الحبشي عام الفيل الذي مر على مكة المكرمة وشهد محاولة لهدم الكعبة المشرفة كأول حادث من نوعه دفع زوار المكان المقدس لتركه والاحتماء في الجبال ، إنها وقعت في العام 570 ميلادي ، قاده أبرهة الحبشي من مملكة أكسوم (الحبشة) وكان يومها يحكم اليمن ، واستهدف تدمير الكعبة المشرفة ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى معبد أو كنيسة بناها وتسمى ”القليس“ باللغة الحميرية التي كانت سائدة في اليمن آنذاك ، بعد أن أبدوا عدم اهتمام بـ ”القليس“، واستهتارا بها جهّز أبرهة الحبشي جيشا كبيرا ضم في صفوفه حيوانات الفيلة الأفريقية التي لم يكن للعرب آن ذاك خبرة في التعامل معها ، فثار الهلع والخوف في نفوس سكان مكة وابتعدوا عن الكعبة .
وفشل الهجوم على الكعبة بعد أن هاجمت طيور غريبة الشكل جيش أبرهة ، ورمته بالحجارة ، وأجبرته على الفرار ،و إن الفيلة رفضت أيضا التوجه نحو الكعبة. ، و أن عبدالمطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام، جاء إلى أبرهة الحبشي في طريقه إلى مكة ، وطلب استرداد قطيع من الإبل وقع بيد جيشه ، فتعجب القائد الحبشي من عدم اهتمام عبدالمطلب بمصير الكعبة واهتمامه بإبله، ليرد الرجل المكي بعبارة شهيرة مفادها: ”أنا رب الإبل ، وللبيت رب يحميه“.
شهدت بداية الحكم الأموي للدولة الإسلامية ، تدمير أجزاء من الكعبة المشرفة في عهد عبد الملك بن مروان ، حيث هاجم جيشه بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي ، مدينة مكة للقضاء على حكم عبد الله بن الزبير بن العوام ، وحاصر الجيش مدينة مكة في العام 73 للهجرة أي 693 ميلادي ، وضرب الكعبة بالمنجنيق فاحترقت وتهدمت أجزاء منها ، و أن الصلاة و أداء مناسك العمرة توقفت خلال الهجوم الذي استخدم فيه جيش الحجاج المنجنيق ، قبل أن يعاد ترميمها .
ويُصنف هجوم جماعة القرامطة على المسجد الحرام والكعبة المشرفة ، كثالث هجوم من نوعه على البيت العتيق ، عندما هاجمت تلك الفرقة المكان المقدس في العام 317 للهجرة ، الموافق لعام 930 ميلادي ، وقع الهجوم أثناء موسم الحج ، وتسبب بتعطيل أداء المناسك ، وبدمار كبير في المكان ، وخلف قتلى وجرحى بعشرات الآلاف .
وتسبب الهجوم بخلع باب الكعبة المشرفة ، وسرقة كسوتها ، ونقل الحجر الأسود الذي يوجد في أحد جوانبها ، إلى مركز دولتهم آنذاك ، ويبقى هناك لمدة قاربت الـ22 عاما قبل أن يعود لمكة المكرمة .
وتعد حادثة جهيمان العتيبي التي وقعت يوم 20 نوفمبر 1979، آخر الحوادث التي تسببت بإغلاق المسجد الحرام ،
فقبل نحو 40 عاما ، اقتحم 200 رجل يقودهم جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني المنتميان لـ ”الجماعة السلفية المحتسبة“ ، الحرم المكي فجرا وسيطروا عليه بقوة السلاح ، معلنين عن ظهور ”المهدي المنتظر“ .
ونجحت السلطات السعودية في السيطرة على الوضع في الحرم الذي احتجز فيه آلاف المصلين ، بعد نحو أسبوعين ، لتنتهي تلك الحادثة بمقتل غالبية المهاجمين والقبض على الباقين منهم ومن ثم إعدامهم ، بجانب سقوط قتلى ومصابين في صفوف رجال الأمن والمصلين .
اللَّهُمَّ هَذَا حَرَمُكَ وأمْنُكَ ، فَحَرِّمنِي علىٰ النارِ ، وأمِّنّي مِن عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبادَكَ ، وَاجْعَلْنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَاعَتِكَ .
اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْريفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً ، وَزِدْ مِن شَرَّفَهُ وكَرمَهُ مِمَّنْ حَجَّه أو اعْتَمَرَه تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.