د. منى مينا: الحظر الشامل أصبح ضرورة حتى نهاية العيد.. ولدينا «طرد للأطباء وليس عجز»
إذا كان الأطباء يبحثون عن عمل مسحات وأماكن حجر فكيف بالأشخاص العاديين؟ عندي قلق شديد
تقدير الأطقم الطبية ليس بالأغاني لكن بتوفير أدوات الحماية.. ولا يجوز فتح أماكن الفُسح ثم نتهم المواطنين بعدم الوعي
لا أهتم بالبلاغات ضدي واتهامي بالأخونة هزلي.. وأركز في دوري المطلوب في هذه الفترة العصيبة
العالم يدفع ضريبة اهتمامه بالتسليح على حساب العلم.. ومناعة القطيع فكرة شديدة القسوة وغير مختبرة علميًا
الصيدلة مهنة محترمة لكنني لا أستطيع أن أمارسها.. والحصول على كورس غير كاف لتغيير المهنة
يجب الإفراج عن السجناء المرضى والمحبوسين الذين لا يشكلون خطورة .. ونأمل أن ينقذنا العلم من كورونا
لم تتغير منى مينا بوجودها في مجلس نقابة الأطباء أو خارجه فبعد قضاء 8 سنوات في دار الحكمة قررت عدم الترشح بالانتخابات، لكنها ظلت ملتزمة بالدفاع عن قضايا الأطباء وحق المواطنين في خدمة صحية متميزة، وفي أزمة كورونا مارست دورها من اللحظة الأولى في التوعية ونقل شكاوى ومطالب الفريق الطبي ومازالت توجه نصائح يومية للمواطنين للتغلب على الوباء.
في هذا الحوار تحدثت منى مينا عن مطالب الأطباء ومواجهة كورونا وإجراءات التعامل مع الفيروس وغير ذلك من أسئلة طرحناها عليها وإلى نص الحوار الذى أجراه عبدالرحمن بدر
– بعد زيادة إصابات كورونا طالب البعض بتطبيق حظر شامل هل تؤيدين هذه المطالب؟
نعم الحظر الشامل أصبح ضرورة، لأننا في خطر شديد أعداد الإصابات الحقيقية بكورونا أكثر من الأرقام المعلنة، ونحن لا نجري مسحات كثيرة للمصابين المحتملين، مصر بها عوامل قوة، قد تكون عوامل وراثية أو عوامل جغرافية والتركيبة العمرية وعوامل كثيرة، وهناك عوامل ضعف مثل تواضع مستوى الثقافة الصحية، والزحام الشديد، ونظامنا الاقتصادي لا يتحمل كثيرًا، نفسنا نحاول نلم الأزمة ونحاصر كورونا قبل أن يتسع الموضوع ولا نستطيع السيطرة عليه.
– في رأيك متى نبدأ في التنفيذ؟
الإغلاق الكامل يكون في الـ10 الأواخر من رمضان وإجازة العيد ويسمح قليل من وسائل المواصلات للمرضى.
الفترة المقبلة حتى إجازة فترة ليس بها أنشطة اقتصادية كبيرة، ومعظم الأنشطة شراء ملابس ومستلزمات ويمكن تأجيلها، وبعد هذه الفترة التي ينبغي تطبيقها علينا الالتزام التام من الجميع، اليوم نرى عدم التزام تام في تطبيق الحظر، وهناك تكييف مركزي في بعض الأماكن، ولو فيه مصاب هناك احتمال قوي للعدوى، لدينا فرصة لمحاصرة الفيروس، ويجب أن نعود للجدية والحزم، ولا تفتح إلا المحلات الرئيسية، وعدم فتح المولات لأن بها تكييفات مركزية، فتح هذه الأنشطة الاقتصادية.
غيرنا من الدول بتفتح فتح تدريجي وحذر، الفتح بتاعهم يساوي الإغلاق عندنا، والأعداد تتناقص عندهم، وبعد ذلك علينا التشدد في الإجراءات الاحترازية، علينا وقف حملات الصحية مثل حملات صحة المرأة، فيه ناس بتحجز مصايف وكل هذا الكلام خطير.
– ما رأيك في الحديث عن وعي المواطن واتهامه بالمسؤولية عن زيادة الإصابات؟
الكلام ده غير مناسب حتى لو كان لدى بعض الملاحظات عن تهاون البعض، الجو العام يتجه إلى فتح المولات وسمح بفتح مصايف وكأني بأدفع للخروج والمصايف، لا يوجد مجال للحديث عن إجراءات احترازية مع فتح السياحة الداخلية، هناك حالة عامة توجهها الحكومة والإعلام الرسمي، لا يمكن أفتح أماكن للفسح وأدعو الناس للبقاء في المنازل ثم نتهم الناس بعدم الوعي، هل نفتح هذه الأماكن لكي تخسر؟، بالطبع لا.
– ما رأيك في تقليل ساعات الحظر في رمضان؟
أمر خطير ما حدث، كان يجب أن يبدأ الحظر الساعة 7 مساء، لكي يفطر كل شخص في بيته، لكن تقليل الساعات شجع الناس على عدم الخروج والعزومات، ما يشجع الناس القدوة الحقيقة وليس بالكلام.
– كثر الحديث عن مناعة القطيع كيف ترين هذا الطرح؟
الكلام ده غير مفسر، وأنا اتساءل عن سببه وأقلق منه، وهي فكرة شديدة القسوة، وغير مختبرة علميًا، منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لم يثبت أن من أصيبوا بالفيروس لم يصابوا مرة أخرى، ولم تثبت جدواها العلمية، البشر ليسوا قطيعًا، وبعض الدول التي تحدثت عنها تراجعت بعدما أخذت درسًا قاسية، علينا أن نتعلم من تجار بالدول الأخرى التي فشلت في تطبيق مناعة القطيع.
– هل هناك أمل في علاج قريب ؟
عندي أمل في الوصول إلى لقاح لكورونا خلال الفترة المقبلة، دول العالم تسارع، لكن كلها تجارب نأمل أن يكون في العلم منقذ لنا، وتأتي حلول علمية تنهي هذا الوباء.
– ماذا عن شكاوى الأطقم الطبية؟
الشكاوى التي تصلنا معظمها خاصة بالمطالبة بإجراء مسحات للأطباء المخالطين لمصابين، وإذا كان الأطباء يبحثون عن عمل مسحات وأماكن حجر فكيف بالأشخاص العاديين؟، عندي قلق شديد، وأتمنى يكون فيه إغلاق جزئي ويقترن بزيادة محاصرة المرض.
– حالات الوفاة والإصابة بين الأطقم الطبية هل طبيعية؟
هي زيادة شوية، لعلنا نذكر الشكاوى الكثيرة التي تقدمنا بها من عدم توافر أدوات الحماية، والشكاوى من قلة عمل مسحات، وعند ظهور عدوى لا يوجد اهتمام كافي، هناك حالة عند أغلب المسؤولين أن الأمور تمام، في حال كورونا هناك مشاكل لابد أن ننتبه لذلك، والفطن هو من يحاصر المشكلة ولا ينكرها، وترك المشكلة دون حلول يجعلها تزيد وتتفاقم.
– هل يشعر الأطباء بالتقدير خلال مقاومة كورونا؟
تقدير الأطقم الطبية ليس بالأغاني، لكن بتوفير أدوات الحماية، وعمل الفحوص اللازمة لأنهم في مواجهة الوباء، التقدير هي أن نقيهم ونحميهم من العدوى بقدر الإمكان، وكذلك الاستجابة لمطالبة النقابة بمعاملة من يموت معاملة ضباط الجيش والشرطة، هناك زيادة حصلت في المرتبات حوالي 400 جنيه، وأي زيادة مرحب بيها لكنها أقل كثيرًا من توقع الأطباء، هناك تراكم لمشاعر الظلم المادي والمعنوي، نسعى للحفاظ على أرواح الأطقم الطبية، وأطلب بالالتزام بصرف مكافأة الأطباء العاملين في مستشفيات العزل، نريد مكافأة موحدة تفي بمتطلبات الأطقم الطبية، نريد جدية في إجراءات الحماية.
– ما تعليقك على جدل تحويل الصيادلة إلى أطباء؟
مهنة الصيدلة محترمة لكني لا أستطيع أن أؤديها، لا نتعامل باستعلاء مع الصيادلة لكن هذا هو الواقع، لا أتصور أن أخذ كورس لشهور يحولني لطبيب، كل مهنة مستقلة عن الأخرى، هذا أمر غير علمي وخطير وليس له معنى، من يدرس منهج الطب يتحول لطبيب غير ذلك فالأمر يجوز.
– هل لدينا عجز في عدد الأطباء؟
لدينا ظروف طاردة مادية ومعنوية، من يرضى أن يعمل في مهنة شاقة ويحصل على راتب متدني ويتعرض للضرب أحيانًا، لدينا فقد للأطباء وليس عجز، 60% من الأطباء المصريين يعملون في الخارج، الحل أن نحسن من ظروف عملهم، في هذه الفترة لدينا 7 آلاف طبيب حديث التخرج وأتموا دراستهم وتدريبهم ومستعدين للعمل ولهم مطالب خاصة بنظام التكليف، ويريدون الاستماع لمطالبهم من قبل المسؤولين، لدينا طرد للأطباء وليس عجز.
– كيف ترين مستقبل مهنة الطب بعد انتهاء كورونا؟
عالم ما بعد كورونا ليس كعالم ما قبل الفيروس، العالم تنبه لدور العلم والعلماء، من يستوعب الدروس هو الفطن، ومن لم يتعلم سيتعرض لاختبارات أشد قسوة، العالم بيدفع ضريبة اهتمامه بالتسليح على حساب العلم، الدروس القاسية ستفرض نفسها.
– ماذا عن البلاغات المقدمة ضدك بسبب منشوراتك على مواقع التواصل؟
لا أرى هذه الشكاوى، دي ضريبة بندفعها، اللي عايز يرفع قضايا يرفع، أنا بعمل دوري، اتهامي بالأخونة هزلي ولا أهتم بمثل هذه الاتهامات أركز في دوري المطلوب في هذه الفترة العصيبة، وأتمنى أن ينتهى الوباء بأسرع وقت.
– ما تقييمك لأداء الحكومة في أزمة كورونا؟
أداء الحكومة غير كاف، تشجيع الناس على الحجز في المصايف وقلة الكواشف وقلة مشتفيات العزل، وتخفيف الحظر، كلها غير مشجعة.
في بداية الأزمة كانت هناك درجة جدية أعلى، وتم تخصيص 100 مليار للأزمة، وفرض حظر متشدد وجاد، لذلك استبشرنا خيرًا، وامتدحنا جدية الدولة، بدأ السماح بعيادات لغير الحالات الحرجة بدعوى أن هذه المستشفيات تمول نفسها ذاتيًا، ونقابة الأطباء أكدت أن التراخي في إجراءات الاحترازية سيحمل الدولة أعباء أكثر.
أطلق البعض مبادات للإفراج عن السجناء والمرضى ما رأيك؟
السجون كما نعلم جميعًا أماكن شددية الزحام وقليلة التهوية ومستوى النظافة ليس كبيرًا، كثير من دول العالم أفرجت عن مسجونين وفقًا لضوابط محددة ممكن تنطبق عليهم الشروط، الحق في الحياة هو أول حق في حقوق الإنسان، أوضاع السجون تهدد هذا الحق في ظل وجود الوباء.
يجب الإفراج عن المرضى والمسجونين الذين لا يشكلون خطورة على المجتمع، وده بيخفف الكثافة في السجون، وأن نطبق معايير أكثر صحية على المتبقين في السجون.