العاصمة

جود النبي المختار في شهر رمضان

0
بقلم اسلام محمد
الصيام يربي الصائم بان يشعر باخوانة الفقراء والمساكين
رمضان شهر الجود والكرم والعطاء والسخاء وفي هذا الشهر يستشعر الصائم باخوانة الفقراء والمساكين والمحتاجين فيشعر بهم كيف كانوا يستحملون الألم الجوع وقد سئل أحد السلف: “لمَ شرع الصيام”؟ قال:”ليذوق الغني طعم الجوع؛ فلا ينسى الجائع”. لذا كان كثير من السلف يواسون من إفطارهم، أو يؤثرون به ويجوعون. وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين فإذا منعهم أهلهُ عنه لم يتعشَّ تلك الليلة؛ وكان إذا جاءَه سائلٌ وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكلَ أهله ما بقي في الجفنة؛ فيُصبحَ صائمًا ولم يأكل شيئًا.
ويصف ابن عباس رضي الله حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كيف كان كما ثبت في الصّحيحين عن ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما- قال: “كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريلُ، فإذا لقيه جبريل -عليه السّلام- كان أجودُ بالخير من الرّيح المرسلة” رواه البخاري ومسلم وأحمد قال ابن حجر: في كتاب فتح الباري (1/30) “أجود الناس” أي: أكثر الناس جوداً، والجود: الكرم، وهو من الصّفات المحمودة، وقوله: “أجود بالخير من الرّيح المرسلة” أي: المطلقة، يعني في الإسراع بالجود أسرع من الرّيح، وعبَّر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرّحمة، وإلى عموم النّفع بجوده كما تعمّ الرّيح المرسلة جميع ما تهبّ عليه” وذكر الزّين بن المنير وجه التّشبيه بين أجوديّته -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالخير، وبيّن أجوديّة الرّيح المرسلة: أنّ المراد بالرّيح ريح الرّحمة التي يرسلها اللّه تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي: فيعمّ خيره وبرّه من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر ممّا يعمّ الغيث الناشئة عن الرّيح المرسلة -صلّى اللّه عليه وسلّم- وبقول ابن عمر -رضي اللّه عنه-: “ما رأيت أجود ولا أمجد من رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم
فيا عبد اللّه: هذا حال نبيّك مع الإنفاق في رمضان، وهو القدوة والأسوة، فكيف حالك أنت؟
والإسلام حث على الصدقة في رمضان فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ” (أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح). فقوله صلى الله عليه وسلم “من فطّر صائما” أي أطعمه وسقاه عند إفطاره، وهذا فيه دعوة إلى الجود والكرم والمواساة.
وجود النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان خير دليل على فضل وعظم الإنفاق والصدقات في شهر رمضان؛ وعند الترمذي عن أنس مرفوعاً: «أفضلُ الصدقةِ صدقةُ رمضانَ » رواه الترمذي (663) وضعّفه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصّغير (2948).
‏أيها المسلمون: إن من معاني الصيامِ العظيمةِ: إحساسَ الأغنياء بحاجة إخوانهم الفقراء فيسدوا حاجتهم، ويجودوا عليهم. قال الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى -: “أُحِبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم”. [ لطائف المعارف].
ويضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في الجود والكرم والعطاء في رمضان
اشتهى أحد الصالحين من السلف طعامًا، وكان صائمًا، فوضِع بين يديه عند فطوره فسمع سائلاً يقول: “من يقرض المليّ الوفيّ الغني”؟ فقال: “عبدُه المعدمُ من الحسنات”. فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه وبات طاويًا! وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين، كان يُعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائمًا.
فأين الأغنياء والموسرون؟! شهر الجود دونكم فجودوا جاد الله عليكم؛ {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20]

اترك رد

آخر الأخبار