العاصمة

تجاهل الأعلام للفن الحقيقي، والإنشغل “بالبابا أوبح”؟

0

 

كتب/احمد ربيع

 

هناك عدة تساؤلات قد نطرحها لنبحث عن إجابة تُجيبنا عن تلك الأسباب التي ادت لتدهور حال الفن والفنانين، ولكن كلما بحثنا أكثر زادت حيرتنا، فالاجابات جميعا مبهمة، وليس هناك من مساعد يخبرنا لماذا وصل بنا الحال إلى هذا الحد

ليصعد من هم فالقاع على القمة ويهبط من يستحق لقب فنان إلى القاع.

 

دعوني اعرفكم بشاعر العامية أحمد الرفاعي، أو كما يُطلق عليه (شاعر الجامعة)

هو صاحب فكرة مهرجان روح الشباب.

هو شاعر اسكندراني المنشأ يتميز بسلاسة الصورة والبساطة في التعبير بشكل سلسل وانسيابي، وهو من جيل مصطفي إبراهيم، و عمرو حسن، ومحمد ابراهيم، وقد تم تصنيفه الرابع علي مسرح “ساقية الصاوي.

مؤخرا استوقفني أحد لقاءات الشاعر أحمد الرفاعي في إحدى القنوات الفضائية، عندما سألته المذيعة هل تشعر إنك حصلت علي حقك أو ماتريده من الشعر؟

فكانت اجابته: لا.. لم احصل حتى على خمس ما كنتُ أحلم به.

وللحقيقة هذا جعلني في حيرة لماذا يشعر بذلك، وهو من أقام أكبر مهرجان مجمع للشباب بالاسكندرية، وذاع صيته بين كُتاب العامية، ولكن البعض مِن كان معه أصبحت له حفلاته الخاصة وصدر لهم دوواوين في معرض القاهرة للكتاب.

 

فلماذا يشعر بهذا؟ وتابع قائلا أن الإعلام لم يُسلط الضوء عليه كما توافر لغيره..

ولكي نتعرف عليه قليلا تلك واحدة من أشهر جمل قصائده

 

“ماكنش معايا ولا مليم معايا انتي”

 

“لما اترسم في خيالي بيت كنتي انتي فيه”

 

والآن ما النوع الأدبي، والفني الذي يسلط الإعلام ضوءه نحوه ليصعد ببعض النماذج عاليا حتى تفسد اجيال وتسقط من يملك الحق، والامساك بالقلم.

قد نرى نوع من أنواع الظلم بل هو أشدهم ظلما سقوطا على المواهب الشابة المهدور حقها

ولكننا لا نستطيع القول بأن الأعلام هو صاحب المشكلة الوحيد، لأنه جهة تجارية هدفها الربح ليس أكثر، ولكنها جهة أكثر قوة وانتشارا للوعي فلماذا توقف عن دعم تلك المواهب المستحق دعمها.

فقد أصبحت “البروباجندا” هي ما تصنع الفنانين او أشباه الفنانين

نحن من نتحدث عنهم، ونثير فضول غيرنا، وغيرنا يتحدث ويثير فضول غيره

حتي يحصلون أولائك على أعداد كثيرة جدا من المشاهدات ويظنون إنه نجاح، وللأسف يندفع الأعلام ورائهم كفئران تهرول وراء قطعة جبن

وتلك هي الكارثة التي تبدأ من عند المتلقى..

“إنه الفضول وليس الإعجاب”

ولذلك فان نموذج أدبي وفني كقلم أحمد الرفاعي وكشخصية

يشير الجميع نحوها بطيب الخلق وحسن المعاملة، وايضا له بصمته الخاص في عالم الشعر والتي تتميز بالسلاسة، والمعنى الجميل، لا يحق له أن يقول لم أحقق حلمي لأنه حقق الأكثر.. وهي الرسالة الإنسانية، وطالما إنك لم تظهر حتى الآن إعلاميا بالصورة التي تتمناها فانت جميل خُلقا، وشعرا، وثقافةً

لأن الإعلام الخاص بنا لا يُظهر إلا القبح وليس لديه وقت لأن ينتبه إلى الجمال.

اترك رد

آخر الأخبار