العاصمة

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نساء تصدرن صفحات الناريخ على مر العصور

0

إيمان العادلى

فى يوم 8 مارس من كل عام يحتفل العالم ب “اليوم العالمي للمرأة”، حيث يقف الملايين تقديرا لدور المرأة في شتى نواحي الحياة، وإشادة بحجم الحب والسعادة التي تنثرها في كل مكان تتواجد فيه.

ويعد هذا نجاح المرأة يظهر قوتها الذاتية وإصرارها على مواصلة العمل بالرغم ما تمر به من ضغوط تتعرض لها داخل وخارج المنزل، كما يظل الدعم المعنوي هو أهم ما تنتظره المرأة لتتمكن من مواصلة المضي قدما ويثبت لها أنها تسير على الطريق السليم لتحقيق أحلامها.

زرقاء اليمامة

المرأة ذات النظر الثاقب الذي منحها حكمةً وقدرةً خارقةً علی سرعة البديهة، حيث كانت تستطيع أن تری من مسيرة ثلاثين ميلًا ويذكر في إحدی الروايات أن “حسان بن تبع” قد غزا قومها، فاستطاعت أن تری جيشه قادم علی مسيرة ثلاثة أيام، حيث صعدت إلی مرتفع صغير فنظرت إلی الجيش وكان كل جندي قد حمل شجرة ليستتر بها، وكان يحتاج إلی ثلاثة أيام ليصل إلی القوم، فرأته علی بعد تلك المسافة وقالت لقومها: “ياقوم قد أتتكم الشجر، أتتكم حمير”.

وتذكر الروايات أن في عينيها عروق سود من الأثمد (نوع من الكُحل) لكثرة ما اكتحلت به، وهي أول من اكتحل به من العرب، ويقال أن اسمها هو “عنتر” وفي رواية أخری اسمها اليمامة وقد سمي قومها باسمها وقيل أنها من جديس، ولها روايه مشهورة في قدرتها علی تحديد العدد مهما كان بعد المعدود، فيروی أنها استطاعت أن تعد تسع وتسعين حمامة في السماء حيث قالت: لو أن هذي الحمامات إلی حمامتنا لصرن مئة، وذلك لحدة نظرها.

الخنساء

تلك المرأة الفاضلة التي عاشت بين عصري الجاهلية والإسلام، وقد عُرفت بقوتها وصبرها وحبها لأخويها وأبنائها وقومها، وقد اشتهرت برثائها وحزنها علی أخوتها الذين قتلوا في الحروب، تدعی أم عمرو، واسمها تماضر بنت عمرو بن الشريد وهي شاعرة مضرية اشتهر شعرها بالعاطفة والرثاء والحزن، وقد قالت في رثاء أخيها مضر: إن صخرًا لتأتم الهداة به، كأنه علم في رأسه نار.

بنت المستكفي

كانت أديبة وشاعرة، اتخذت مجلسًا لها وندوة بقصرها تخالط فيها الشعراء وتجالسهم وتفوق البارعين منهم أحيانًا، اسمها “ولادة” وهي بنت الخليفة الأموي المستكفي بالله وذهب بعض المؤرخين إلی أنها افتتحت أول نادي أدبي قبل أن تعرف أوروبا النوادي الأدبية بأكثر من 600 عامًا.

كانت صاحبة ملكة شعرية وكانت تمثل شخصية فريدة بين نساء الأندلس، وقد ذكر من أمر جرأة ولادة واعتدادها بنفسها ما كتب علی طرف ثوبها، ويروی أنها عاشت حوالي تسعين عامًا ولم تتزوج وقد خلد التاريخ اسمها في الشعر والأدب العربي وفي تاريخ المرأة العربية.

شجر الدر

هي المرأة البارعة الجمال، والملكة الشديدة الدهاء التي استطاعت أن تحكم مصر ثمانون يومًا مخفية خبر وفاة زوجها الملك “نجم الدين الأيوبي” حتی لا تضعف عزيمة الجيش في عصر ملوك الطوائف، ولكنها ما لبثت أن أعلنت نبأ وفاة زوجها ونصبت ملكة حتی بدأت تواجه صعوبات الحكم وفي مقدمتها اعتراض الخليفة العباسي المستعصم؛ فأرسل إلی مصر رسالة قال فيها: “ويل لقوم ولوا أمرهم لامرأة، إن كنتم قد عدم الرجال لديكم فأخبروني أرسل لكم رجلًا” فاضطرها هذا إلی الزواج من عز الدين أيبك ونصب علی العرش بجانبها آنذاك، حتی تبقی لها السيادة ولا تتنازل عن كرسي الملك، يقال بأنها كانت جارية تركية الأصل تسمی أروی وقد لقبت بأروی الصليحية نسبة لزوجها الملك الصالح وأيضا لقبت بالملكة الحرة لقوة شخصيتها وسداد رأيها ودهائها في الحكم.

زنوبيا

تتصدر زوجة الملك أذينة التي حكمت تدمر في منتصف القرن الثالث باسم ابنها “وهب اللاة” بعد وفاة أبيه وتذكر الأخبار أن اسمها نائلة بنت عمرو، وقيل الزباء بنت عمرو بن الطرب بن حسان وينسب إليها قتل جذيمه الأبرش اننقامًا لأبيها.

كانت زنوبيا تتمتع بثقافة عالية، تتكلم إلی جانب العربية والآرامية اليونانية وتجيد اللاتينية وتتقن المصرية وينسب إليها تأليف كتاب عن مصر، وقد اهتمت بالفلاسفة ودرست الفلسفة اليونانية وقربت المفكرين منها وكان الفيلسوف “لونجينوس” أحد المشاهير الذين عاشوا في بلاطها، وكانت مولعة بالفروسية والصيد وتلم بالحروب والمعارك لأنها راففت زوجها وشاركته فيها وتشبهت بكليوباترا وادعت أنها من نسلها.

واتسعت الدولة التدمرية في فترة حكمها وأعلنت استقلالها عن روما، قادت معارك وحروب ضد الرومان، وهي صاحبة المقوله الشهيرة: يجب أن تعرف روما كيف تميز بين قوة الحضارة وحضارة القوة، وانتهت اسطورتها بعد صراع مع أورليان إمبراطور روما، وكثرت الروايات عن نهايتها، فهناك من قال: بأنها أسرت في روما ورواية أخری أنها قد شربت السم حتی لا تسلم نفسها لأورليان.

كليوباترا

الملكة الذكية والمرأة الأنثی الجميلة، التي كانت حريصة علی جمالها وكانت وفية لأنطونيوس مادام هذا الغرام لا يناقض سياسة مصر، وهي مولعة بالقراءة أنشأت مكتبة عظيمة بقيت تتردد إليها كل يوم وهذا لا يبعدها عن كونها ربة منزل مليئة بالعطف والحنان حتی علی الخدم والوصيفات، وكانت ملكة شديدة الدهاء، وقد حملها دهاؤها إلی بُعد النظر في كل الأمور وخاصة في سياسة مصر، وكانت تمتاز بصفات حببت الملوك إليها أخصها الإباء والجرأة والحلم، فهي المرأة المحاربة التي حملت السلاح وخاضت المعارك والحروب، وكانت مثالًا لحب الوطن والدفاع عن الشرف والحرية كخولة بنت الأزور وسناء محيدلي التي شبهت بالشمس.

اترك رد

آخر الأخبار