بر الوالدين
إيمان العادلى
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
بر الوالدين هو بذل العطاء والطاعة لهما والإحسان في معاملتهم
بالصدق والتلطف وتفقد أحوالهما ومراعاة شؤونهما وطلاقة
الوجه لهما، وتقديم كل معروف لأجلهما ودفع الضرر والأذى
عنهما بالإضافة إلى أن طاعة الوالدين والإحسان إليهما من أهم
الطاعات والقربات إلى الله تعالى وفي الآية الكريمة ربط الله
بين طاعته وطاعة الوالدين والإحسان إليها
الآباء هم السبب الرئيسي لوجود الأبناء في الحياة فهما أصل
سعاد الطفل وهم أصل الصفحة التي يمرون بها في حياتهم
وللوالدين فضل كبير جداً لا يمكن حصره أو شرحه فهم يقدمون
أنفسهم ضحية من أجل الأبناء وتعتبر نعمة الأب والأم من النعم
الجليلة التي وهبها الله للإنسان حيث يمثل الأب والأم المصدر
الأول والأخير للسعادة وسلامة الأبناء في هذه الحياة فمهما
ذكرنا تضحيات الآباء فلن نستطيع إعطائهم حقهم
ويقول الله تعالى في القرآن الكريم ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”. وهذه الآية دليل على فضل الوالدين
لذلك فقد أوصى بهما القرآن الكريم وأوجب طاعتهم وشكرهما
على تقديم حياتهم من أجلهم ولم تقتصر الدعوة إلى بر الوالدين
على الدين الإسلامي حتى وإن كان هذا الدين هو من أعطاهم
الحقوق الكاملة ولكن دعت كل الشرائع السماوية على البر بالآباء
ومعاملتهم معاملة طيبة والقيام بتعويض الآباء عن عمرهم الذي
وهبوه من أجل الأبناء
للوالدين الفضل الكبير على أبنائهما وهذا الفضل يستمر أثره
طيلة حياة الأبناء فالأم التي تحمل وترضع وتربي أبناءها والأب
الذي يعمل ويشقى لأجل تأمين لقمة العيش الكريم لأبنائه
ويحرص على تعليمهم وتربيتهم أحسن تربية فينشأ الأبناء على
أحسن الأخلاق وأفضل الصفات التي تعينهم في حياتهم وتحقق
لهم مستقبلًا رائعًا فكان من حق الوالدين بعد كل ذلك أن يبرهم
الأبناء ويحسنوا إليهما بالإضافة إلى أن بر الوالدين من رضا الله
تعالى وطاعته لينال العبد القرب من الله ورضاه ويرزقه البرك في عمره وعمله فبرّ الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى
كما أنّه من الطرق الموصلة بالعبد إلى الجنة، في الحياة الآخرة،
كما أنّه سببٌ لرفع ذكر العبد في الحياة الدنيا والآخرة يعدّ البرّ
بالوالدين من أسباب تفريج الهموم والكروب وانشراح الصدور والنفوس
لماذا كرم الله الأمهات وأوصانا برعايتهم ؟
الأم لها الدور الأكبر في حياة أبنائها حيث يبدأ دورها بمجرد
حملهابك جنين في أحشائها فهي تشعر بك من اللحظة الأولى
فالام تضحي من أجل أبنائها و تتحمل الآلام والصعاب من أجل
طفلها حيث تتحمل الإجهاد ومسئوليات المنزل بالإضافة إلى قلة
النوم والاهتمام فالأم هي مصدر الرحمة والحنان للأبناء ولها
تأثير عظيم عليهم فهي من تستطيع أن تخرج منهم أفضل ما
فيهم وهي القادرة على معرفة ما يدور في ذهنهم بالإضافة إلى
معرفة ما يرغبون فيه دون أن يتحدثوا فهي بمثابة الوصل
بينهم وبين المجتمع الخارجي كما أن الأم في أوقات كثيرة
تساهم في نفقات المنزل فتخرج من المنزل إلى العمل لمساعدة
الأب في توفير حياة كريمة لأبنائها غير متحملة عدم تلبية أي
احتياجات للأبناء لا يمكن تنفيذها فا الأم هى نبع الحنان الذى لا ينضب أبدآ
الأب هو عماد الأسرة وربها وسفينه النجاة فلماذا أوصانا الله برعايته ؟
فهو يعمل ويكد لكي يكسب المال الذي يحتاجه الأبناء لتلبية
احتياجات الأبناء الخارجية بالإضافة إلى كونه له دور فعال جداً
في تربية الأبناء فهو قدوة حسنة وهو أول فارس للأبناء وبطلهم
القومى الشجاع الذى لا يهزم فيقوم بغرس الأخلاق والمبادئ في
نفوس أولاده وتوفير الجو والبيئة المناسبة للخروج به كإنسان
صالح في المجتمع ويؤكد العديد من الأشخاص بالتأكيد على
الدور الإيجابي للأب فيقول سيجموند فرويد عن دور الأب “لا
شيء في الطفولة مهم بقدر الحاجة للشعور بحماية الأب”.وتشير
عدد من الدراسات بأن الأطفال يتأثروا بوجود الأب من عدمه
حيث تم عمل مقارنات بين الأطفال الذين لديهم أب ونظرائهم
الذين لا يمتلكون أب سواء بالفعل أو بتجاهل دوره حيث أكدت
الدراسات بأن هؤلاء الأطفال ليس لديهم مشكلات سلوكية وذلك
على عكس الآخرين
فالأب هو بر الأمان لأولاده وهو منبع الطمأنية لهم وهو من
يحملك طوال عمره فى عقلك وهو الذى يعمل ليل نهار بدون
كلل او شكوى ليلبى لك جميع حاجاتك للحياة
ما دور الأبناء وماهى أداب معاملة الوالدين ؟
يجب علينا حسن الأستماع إلى حديث الوالدين وعدم
مقاطعتهما أو إبداء التذمر من سماع حديثهم وخفض نبرة
الصوت أثناء مخاطبتهما و تنفيذ جميع طلباتهما فيما لا يتعارض
مع رضا الله وإظهار الحب والتقدير لهما في كافة المواقف
والمناسبات والصدق والصراحة معهما في كل الأمورو التبسم
في وجههما عند رؤيتهما والحرص على كسب رضاهما دائمًا
والتودد لهما ولا يجوز أبدآ إحراجهم أو تجريحهم مهما حدث كما
يجب طاعة الوالدين بدون شرو والقيام بخدمتهم ورعايتهم
ومساعدتهم في كل الأمور الحياتية كما أن البر بالوالدين لا
يتوقف في وقت من الأوقات ولكن طوال عمرهم و الرغبة في
إسعادهم مهما كلف الأمر ومحاولة إبعاد الحزن والتعب عنهما
كيف نبر والدينا بعد موتهم ؟
فبرهم بعد موتهما عبادة وخلق حسن يتحقق بالآتي من الأعمال:
كثرة الاستغفار للوالدين والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة من الله
تعالى فالولد الصالح هو الذي يدعو لوالديه دائمآ وقضاء الدين
عنهما بعد وفاتهما في أسرع وقت ممكن قضاء النذر عنهما في
حال نذرا نذرًا في حياتهما ولم يسدداه ومن ذلك قضاء الصيام
الذي كان عليهما قضاء الكفارات عنهما مثل كفارة اليمين أو
القتل الخطأ الإسراع في تنفيذ وصيتهما إن وجدت صلة الرحم
التي لا توصل إلا بهما إذ يجب على الأبناء أن يصلوا ما كان يصل
آبائهم من الأرحام والأقارب
وأخيرآ
ينبغي أن يعرف الأبناء أنهم مهما فعلوا من أجل آبائهم فإنهم لن
يستطيعوا أن يكفوهم حقوقهم ولكن يجب عليهم أن يردوا ولو جزء قليل من فضل الوالدين
ورحم الله من توفوا منهم وحفظ الله الأحياء ومتعهم بوافر
الصحة والهناء