بايدن يصرق المال وفق القوانين التي تخدم الصهيونية وتمجدها
مقالة لزهر دخان
المعركة السياسية بين الحزبين الأكبر في الولايات المتحدة دائماً تكون قانونية . فنواب الكونغرس بالذات لا يتكلمون للمعارضة إلَّا إذا كانت تحت أياديهم أدلة على ثبوت فساد أو ضعف أو عمالة وخيانة، فيما لا ينفع بلادهم من قوانين أو مشاريع سواء .
لذا علينا أن نسمح لأنفسنا بتفهم الغضب الجمهوري في الكونغرس جراء ما سماه نواب الحزب الجمهوري تهور الرئيس بايدن فيما يخص الإنفاق . ولا يمكننا إعتبار الأمر مجرد صراع سياسي غير مدروس ولا محسوب قانونياً ومدقق سياسياً، ومعتمد فكرياً عند كبار سادة وسيدات السياسة في بلاد العمين بايدن وترامب. وهي البلاد التي تثق في منتخبيها. ففي أمريكا من يصبح سناتوراً يصبح له مرتبة القديس. سيما إذا حافظ على صدقه وأثبت قوته في المجال . وفي أمريكا وحدها يُدَّعَمُ أعضاء الكونغرس ورؤساء البيت الأبيض والعُمَدُ والشيوخ بمبالغ ضخمة من المال .. كأن الناخب الأمريكي يقول للمنتخب : فكر لنا وأنت موجود ..
ولآن نواب الحزب الجمهوري يفكرون بجدية لأمتهم رفضوا ((الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي)) أخبث المشاريع الدمقراطية ممثلاً في مشروع الميزانية الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإتهموه بالتهور في الإنفاق. وأظنهم لا يخفى على فطنتهم أن بايدن يدفع بلايين الدولارات لحلفائه خارج أمريكا. وهو على يقين بأن الحزب الدمقراطي سيستعيد أموال أمريكا بفوائدها العظيمة ، فتغنم عندما يرضى الحلفاء وتزدهر بلاده محلياً ودولياً. وكذلك تساعده لوبيات الحلفاء على ربح الرئاسيات .. وليس هناك إمتياز أخر لبايدن يجعله ينتصر في الرئاسيات القادمة إلَّا مشروع الإنفاق بصخاء على الحلفاء ..
من أراء الجمهورين في مجلس النواب الملخصة في بيان لهم ما جاء فيه: ((مقترح الرئيس بايدن بشأن الميزانية يعتبر تذكيرا صارخا آخر بشهية لا تشبع لهذه الإدارة التي تسعى للإنفاق المتهور، وإهمال الديمقراطيين للمسؤولية المالية )) إن الذي صاغ هذا البيان يعرف جيداً أن قانون أمريكا يعاقب المتهورين في الإنفاق . فهو يُركز مرة أخرى على الثغرات في الأداء السياسي الدمقراطي. لسحب بعض الكراسي من تحت خاسراتهم والجلوس عليها . جلسة تنفع الأمركيين أكثر من تعطش بايدن للسلطة الذي دام لأكثر من 35 سنة.
بايدن يصرق المال ويهربه إلى الخارج بشكل قانوني لا لبس فيه . غير كونه وفق القوانين التي تخدم الصهيونية وتمجدها. ولكنه لا يعلم أن الأمركيين الأوائل كانوا قد قدسوا الصهيونية ومارسوها للحصول على عائدات كبيرة من الثروات اليهودية . واليوم أصبح الأمر بالعكس فأمريكا صارت عظيمة ،ولكن مع وقف التنفيذ إذا تعلق الأمر بإسرائيل . والجمهوريون أصحاب مشروع لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى ، ويعرفون أن ميزانية بايدن الجديدة ليست إلا خارطة طريق للإسراع بتراجع أمريكا . لأن أمريكا إذا لم تدفع للصهيونية ستتفوق عليها وتهزمها . لذا يتهم الرئيس بايدن في الكونغرس بأنه يسعى لإنفاق تريليونات إضافية من دولارات دافعي الضرائب على تفعيل أجندته اليسارية. فبادين هنا يلعب بخطة قديمة من أجل تطبيقها بنجاح قال لو كانت إسرائيل ليست موجودة لأوجدتها .. فالمهمة معقدة ودوره فيها هو جمع الأموال من الصهائنة لصالح حزبه .وفي نفس الوقت جمع الأموال من بلاده لصالح الصهائنة.
العقلانية المالية هي عبارة بها أبلغ الجمهوري غريمه الدمقراطي. وأكد له أن الكونغرس للجميع ،ما إلتزموا بالعقل . وإلا فإن إقتحامه وإجهاض سرية أدائه على حساب الشفافية هو أمر قد يتكرر في يناير القادم . وفي ذات الشأن ((أكد الجمهوريون في مجلس النواب أنهم يرفضون مقترح بايدن الخاطئ بشأن الميزانية وقد إتخذوا خطوات لإعادة بلادنا إلى طريق العقلانية المالية ))
كذلك من حق الجمهوريين وفق فكرهم الجديد إعادة صياغة وتشريع وتنفيذ ما قرره الدمقراطيون في عهداتهم المشبوهة سواء كانت لبادين أو لرئيسه السابق أبوما . وهم إذا يمارسون هذا الحق بنجاح لذا هم يقرعون طبول حرب قانونية ترقص الأمة على وقع لحن تخوين بايدن . وهو اللحن الذي نجح ولم يُملُ لا عزفه ولا الإنصات إليه . طالما في الأمركيين ملايين المتطرفين من أنصار ترامب وهم يحتجون بصوت واحد على بايدن الذي ((قد قدم مشروع الميزانية لعام 2025 الذي يتضمن نفقات قدرها 7.3 تريليون دولار، وهذا يزيد على نفقات عام 2024 بمقدار نحو 300 مليار دولار.))
ختاماً لا يسعني إلا أن أقول : إنها السياسة وعلى رأي فيها من يُمارسها سياسي ومن يهتم بها مواطنها ومن يهملها ورم خبيث في رأسها . وإن من أرائي القديمة فيها أيضا أنها تمتطي الإنسان الذي لم يمتطيها ولن يمتطيها ما دام حراً . لذا إذا لم تترجل السياسة من على صهوتك فأعلم أن رأسك يجيد التفكير .وأن القدر الذي تتحكم فيه مشاريع الأحزاب سوف لن يكون إلا متمكناً من ساعات عمرك ،فلا تقادير تجري على هواك ورضاك ما دامت ساعة أجلك معدلة على حبل مشنقة أو طلقة مسدس أو جبن سلاح أبيض .