العمة أستير ….إيمان العادلى بواسطة bwabt1 0 شارك إيمان العادلى الحلقة الثانية هي أفضل عميلات المخابرات المصرية فى تل أبيب وكان هذا أبسط ما يمكن استخلاصه من البيان وأول ما تصدر تقرير الجهاز والذى تم إرساله للجهات المسئولة فى هذا الأمر…وأعادت هذه الجهات المسئولة وعلى رأسها القوات الجوية دراسة هذه النتائج للاستفادة منها فى إعداد وتطوير خطة تم إحاطتها بأقصي قدر ممكن من السرية وإجراءات الأمن تلك الخطة كانت (خطة الضربة الجوية الأولى) الذي كان منتظر حدوثها عندما تبدأ الحرب الشاملة لاستعادة الأراضي التى احتلها العدو الاسرائيلي في نكسة 1967م وفى ارتياح شديد راجع أحد الصقور المصرية كل النتائج والمعلومات للمرة الخامسة قبل أن يسترخي فى مقعده وقال : عظيم المعلومات مفيدة بحق ولكننا نحتاج للمزيد من المعلومات عن سلاح الجو الاسرائيلي قبل أن يحين الموعد المنتظر…ثم عاد إلى مقعده فوافقه الرأى زميله قائلاً: بالتأكيد فالمعلومات لا يجب أن تنقطع أبداً حتى اللحظة الأخيرة فرد زميل آخر قائلاً:من حسن الحظ أن لدينا مصدر دائم للمعلومات فى قيادة سلاح الجو الاسرائيلي فرد عليه الأول وهو يرتاح على مقعده وقال وهو مبتسم : نعم …لدينا العمة (أستير) وابتسم الجميع العمة أستير هي أفضل عميلات المخابرات المصرية فى تل أبيب فى ذلك الوقت داخل قيادة سلاح الجو الاسرائيلي …أستير هي يهودية من أصل عراقي سعي والدها في شبابه للعمل فى مجال العقارات والبناء ولكنه على عكس أصدقائه لم يحقق النجاح المنشود فاكتفي بمهنة عامل بناء بسيط والتقى والد أستير إبان عمله بموظفة يهودية فى أحد المتاجر الصغيرة وربطتهما قصة حب تقليدية انتهت بالزواج وأنجبت الزوجة (3) أبناء وبنت واحدة وهي أستير وعندما تفتحت عينا أستير على الدنيا وجدت والديها يعملان طوال الوقت تقريباً ثم يحصلان فى النهاية على ما يكفي لحياة بسيطة متواضعة لا مجال فيها للاسترخاء أو الرفاهية وعلى عكس أشقائها الثلاثة كانت أستير شديدة الطموح فلا يمكن أن تقتنع أبداً بحياة محدودة أو وظيفة بسيطة بلا مستقبل لذلك أقبلت على دراستها بشغف واضح إلى أن بلغت المرحلة الثانوية 18/ وبذلت أستير قصارى جهدها للالتحاق بالجامعة بالرغم من قلة موارد الأسرة فخرجت للعمل وهى عمرها (18) عام ونجحت فى التوفيق بين العمل والدراسة على الرغم مما تحملته من متاعب ومصاعب وبعد معاناة وتعب ومجهود مُضني حصلت أستير على الشهادة الجامعية وتفوقت على أشقائها بهذا الذين اكتفوا بالشهادة المتوسطة والتحق اثنان منهم بأعمال البناء مع والدهما أما الثالث فقد حصل على وظيفة بسيطة في مصنع بدائى وبعد أن حصلت أستير على شهادتها الجامعية لم يتوقف طريق المعاناة معها فراحت تبذل قصارى جهدها وتسعى في كل الاتجاهات للبحث عن عمل جديد بأجر أفضل يتناسب مع ما حققته من نجاح لكن النتائج جاءت مُخيبة لآمال أستير بشكل كبير ففي تلك الفترة لم يكن سوق العمل منتعش فى العراق ولا حتى فى ا بغداد مما زاد من نسبة البطالة وأصبح من الصعب على أى شخص مهما بلغت مؤهلاته أن يحصل على عمل جيد فى مكان ما وهكذا وجدت أستير نفسها بعد (4) أعوام من الكفاح لم تحقق أى تقدم في العمل أو تقترب حتى من أقل أحلامها وطموحاتها وعلى الرغم من طموحها هذا لم يكن أمامها إلا أن ترضى بما حصلت عليه وتستلم لشعور سخيف محبط راح يتسلل تدريجياً إلى أعماقها ويسيطر على كيانها كله ووسط كل هذا اندلعت حرب 1948م …وبكل لهفة وشغف راحت أستير تتابع أخبار الحرب كما فعل اليهود في كل أنحاء العالم وسقط قلبها بين قدميها لبعض الوقت ثم فجأة قفزت فى سعادة عندما علمت أن الحرب تم حسمها لصالح اليهود وتم إعلان قيام ما تُسمى (إسرائيل) كانت أستير عمرها (27) عام عندما بدأ حلم الهجرة إلى #اسرائيل يراود اليهود فى كل الدول وراح نفس الحلم ينمو فى أعماقها وكان يساعدها على ذلك تلك الدعايات المكثفة لمكاتب الهجرة اليهودية التي كانت تصف الدولة الجديدة بأنها #ارض_الميعاد وأمل المستقبل وجنة اليهود من كل الجنسيات وعلى الرغم من لهفة أستير الشديدة للهجرة إلى اسرائيل إلا أن ذلك لم يكن بسيطاً لدرجة أن أستير ظلت وراء ذلك الحلم وبعد (4) سنوات كاملة تحقق حلمها وهاجرت إلى اسرئيل فى أواخر عام 1956م وعمرها (31) عام وتخطو خطواتها الأولي …ولكن منذ الساعات الأولى لها هناك تحطم حلمها ✍️✍️ فلم تكن اسرائيل هى الحلم الموعود كما قالت الدعاية الاسرائيلية ولم تكن جنة اليهود كما وصفتها الوكالة اليهودية ليس بالنسبة للعراقية أستير على الأقل فلقد خضعت للاستجواب فى #تل_ابيب لمدة (3) ساعات كاملة ليتأكدوا من أنها ليست جاسوسة تسعى لدخول اسرائيل ولأن أستير عراقية الاصل كان هذا أول مشهد للتفرقة العنصرية الاسرائيلية بين اليهود الشرقيين(السفردييم) وبين اليهود الغربيين (الاشكنازيم) تابعونا من ملفات المخابرات المصرية شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط أستيرإيمانالعادلىالعمة 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة