العاصمة العمانية مسقط تشهد فعاليات مؤتمراً طبياً
متابعة – علاء حمدي
استضافت العاصمة العمانية مسقط، اليوم مؤتمراً طبياً، نظمته تاكيدا للصناعات الدوائية الحيوية القائمة على البحث والتطوير، جمع كبار أطباء وأخصائي الجهاز الهضمي من دول الخليج لمناقشة أحدث الابتكارات والأبحاث الطبية في علاج داء الأمعاء الالتهابي.
ويحمل هذا المؤتمر أهمية خاصة، نظرًا إلى أن 10 مليون شخص حول العالم يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، ويتزايد معدل الإصابة بوتيرة متسارعة عامًا تلو الآخر. وتشير التقديرات إلى أن عدد المرضى المصابون بداء الأمعاء الالتهابي في الشرق الأوسط سينمو بمقدار 2.3 ضعفًا بين عامي 2020 و2035، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى إيجاد خيارات علاجية فعالة1.
ويعتبر داء الأمعاء الالتهابي مرضًا مزمنًا ينهك المريض جسديًا وعاطفيًا كونه يسبب أعراضًا عديدة تتراوح بين آلام البطن ونزيف المستقيم والإسهال والتعب، ويؤثر على علاقاتهم الشخصية وحياتهم الاجتماعية والعملية وشؤونهم المالية وكذلك تنقلاتهم.
ووسط الجهود المرتكزة على جلب الأمل لمرضى داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، ناقش الأطباء والأخصائيون، من بينهم البروفيسور سيمون ترافيس، الأخصائي البارز في مجال مرض التهاب الأمعاء، أهمية الكشف والتشخيص المبكر وخيارات العلاج في محاولة لتعزيز رعاية المرضى. وتطرق الحاضرون إلى أحدث العلاجات المبتكرة التي تمثل تقدماً كبيراً في معالجة الالتهابات المرتبطة بمرض كرون المتوسط إلى الشديد أو التهاب القولون التقرحي، مركزين على العلاج الأخير الذي صمم للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل جيد للعلاجات التقليدية.
ويقدم العلاج الجديد نهجا فريدًا لمعالجة داء الأمعاء الالتهابي، مستهدفًا الالتهاب الحاصل في القناة الهضمية. ويعتبر العلاج البيولوجي الانتقائي الوحيد للأمعاء الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية لمرضى الأمعاء الالتهابي البالغين الذين يعانون من مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي المعتدل إلى الشديد والذين لم تتجاوب حالاتهم بشكل كاف مع العلاجات التقليدية على المدى الطويل. ويوفر العلاج أيضًا المرونة من خلال خيارين هما العلاج عن طريق الوريد أو الحقن تحت الجلد، مما يجعله خيارًا علاجيًا متعدد الاستخدامات ومرتكزًا على المريض.
وضمن إطار مشاركته في المؤتمر، قال الدكتور أحمد الدرمكي، طبيب استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير في المستشفى السلطاني الحديث في سلطنة عمان: “أثبت داء الأمعاء الالتهابي أنه مرض مزمن لا ينهك المريض جسديًا فقط، لا بل نفسيًا وعاطفيًا، وغالبًا ما تتفاقم أعراض المرضى بسبب سوء تشخيص حالتهم الطبية وعدم وجود علاجات فعالة. ولكن العلاجات المبتكرة، ستمكننا من منح حياة جديدة للمرضى الذين لم يتجاوبوا مع العلاجات التقليدية”.
وأكد الدكتور أحمد الوصيف، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة السلطان قابوس بعمان، أنه بينما كان يُعتقد سابقًا أن معدل الإصابة بمرض التهاب الأمعاء منخفض في سلطنة عُمان، تشير البيانات الحديثة للأسف إلى ارتفاع في معدلات الإصابة حاليا، الأمر الذي يعكس اتجاهات مماثلة في البلدان في طور الانتقال للتقدم الاقتصاديً. هذا ولا تقتصر آثار مرض التهاب الأمعاء على التكاليف الطبية المباشرة فحسب، بل تمتد لتشمل انخفاضًا كبيرًا في نوعية وسلاسة حياة المرضى وإنتاجيتهم في العمل وأيضا دخلهم المادي. ويمكن أن يشكل هذا التدهور ضغطًا على أسر مرضى التهاب الأمعاء، ما يتطلب أحيانا دعما اجتماعيًا وماليًا، ويولد في نهاية المطاف عبئًا اقتصاديًا على ميزانية الدولة. بالرغم من هذا ولحسن الحظ، أثبتت العلاجات الحديثة لمرض التهاب الأمعاء فعاليتها من حيث الكفاءة في الوقاية من المضاعفات وتحسين نوعية الحياة وهو ما يؤدي في النهاية إلى تقليل العبء الاجتماعي والمالي الإجمالي للمرض علي المجتمع