الضوء (البصر) والصوت (البصيرة)
إيمان العادلى
﴿لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَهُوَ
اللَّطيفُ الخَبيرُ قَد جاءَكُم بَصائِرُ مِن رَبِّكُم فَمَن أَبصَرَ فَلِنَفسِهِ وَمَن عَمِيَ فَعَلَيها
وَما أَنا عَلَيكُم بِحَفيظٍ﴾ [الأنعام: ١٠٣-١٠٤]
أرتبط الضوء فى كتاب الرحمن بالعين
ومفاهيم مصاحبة كالنظر والأبصار ثم اسلام الروح والعقل.
﴿إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلوبَهُم
لِلتَّقوى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ﴾ [الحجرات: ٣]
الغض: هو جهاد النفس والجوارح على الرغبة فى الظهور والبيان. فالمؤمن من
تعلم كيف يسيطر على صوته ونظراته ومسامعه.
المشكلة فى السمع انه غير موجه ولا إرادي كالصوت والنظر، لذلك سنستمع لا
إراديا لاشياء ولكن وجب جهاد النفس والابتعاد عن استراق السمع.
﴿قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أَزكى لَهُم إِنَّ اللَّهَ
خَبيرٌ بِما يَصنَعونَ﴾ [النور: ٣٠]
هنا يعلمنا الله النظر على استحياء وان
نتعلم اللباقة والأدب فى نظراتنا فلا نكون متطفلين نكثر من التدقيق والتفحص اللا
اخلاقي. فالننظر الانسان ولكن ليكن لطيف ولا يكثر من النظرات الفاحصة
المدققة الخارجة عن اخلاق المؤمنين.
﴿مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ نارًا فَلَمّا
أَضاءَت ما حَولَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنورِهِم وَتَرَكَهُم في ظُلُماتٍ لا يُبصِرونَ﴾ [البقرة: ١٧]
تاكيد من الحي القيوم على مبدأ فيزياء الضوء وانعكاسه فى العين بحيث يمكن
إبصاره وترجمة معانيه الروحانية (المعلوماتية) فى العقل الانساني.
﴿هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِتَسكُنوا فيهِ وَالنَّهارَ مُبصِرًا إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ
يَسمَعونَ﴾ [يونس: ٦٧]
﴿أَلَم يَرَوا أَنّا جَعَلنَا اللَّيلَ لِيَسكُنوا فيهِ
وَالنَّهارَ مُبصِرًا إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ﴾ [النمل: ٨٦]
وبالقياس ذكرا والملاحظة دكرا وجدنا ارتباط الصوت فى كتاب الله بالأذن
ومفاهيم السمع والبصيرة الإيمانية النفسية القلبية. (لاتدع الايات من دون
تدقيق وتدبر) اشكروا الله وكبروه على ما يعطينا من عظيم نور علومه ولنتعلم ان
ننقل النور لغيرنا فنخرج جميعا باْذن الله من الظلمات الى النور.
تاكيد لدقة المفاهيم الحديثة التي تفضل بها الرحمن والتي اتمنى من الله ان تكون
مصدر جديد لتدبر مكنون المعرفة القرآنية الكامنة والمرتبطة بهذه الكلمات الإلهية.