
الصدقة
تهاني عناني
قال تعالى(خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها…)(التوبة: 103)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفًا، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» ( صحيح الجامع).
وهذه الخصال تجتمع كلها في رمضان، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم وسد احتياجاتهم. وجاء الإسلام يرغّب المسلمين في إخراج الصدقات تطوعاً في كل الأوقات، ولكن أرشدنا رسولنا الكريم عن بعض الأوقات المستحبة أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات شهر رمضان المبارك، فقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان أجود الناس وأكرمهم، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، كان ينفق في رمضان ما لا ينفق في غيره، لما لهذا الشهر الكريم من مكانة عظيمة عند الله عز وجل.
وعبادة الصدقة كسائر العبادات لها آداب يجب اتباعها أهمها:
1- أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله عز وجل، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»[صحيح البخاري]
2- أن تكون الصدقة من الكسب الحلال الطيب، قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) [البقرة:267].
3- يستحب أن تكون سراً، وتكون علانية إذا اقتضت الحكمة:-
قال صلى الله عليه وسلم ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : …. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ) (صحيح البخاري).
4- الفقراء الاقربون أولى بالمعروف سواء كانت صلة للرحم أو للجار:- قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ) [صحيح النسائي].
ولما سألته عائشة رضي الله عنها وقالت له: يا رسول الله (إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك باباً) [السنن الكبرى].