ولا تقل لي الحل في المال والقوة والتحالفات والجرأة والسرعة والخبث والذكاء… هذه ادوات كل عصر واوان ولكن توظيفها وادارتها تختلف باختلاف توظيف الله لها في عقول ووعي عباده.
تخيل ان البشر يلعبون ادوارهم على رقعة شطرنج عملاقة، بحرفية وذكاء وتمرس وتدابير وحركات محسوبة! انغماس كامل في اللعب والحياة والترقب والتخطيط … وفجأة يأتي لاعب خبير من بعيد يكشف الأدوار كلها ويمد يده ليحرك قطعة واحدة، فيغير الدور كله!
فما بالك لو كانت هذه اليد هي يد الله؟
كشف الله معجزة لحظية لا تنتهي، قد تأتي في صورة كشف نية، رزق فهم لمسؤول كبير، قرار خارج الصندوق لإداري مهم، تنوير بصيرة في واقعة معينة، قذفة حنان في قلب قاسي، شعاع حب في علاقة ميتة، اشتعال حماس في جيل كامل، توجه جديد في سياسة دولة، وهج طاريء في نظرة معتمة، صحوة ضمير في كيان بليد، بسطة إنفاق في كف قابض، رجعة من جبار تسلط عليه أجبر، صور متعددة في توقيتات مختلفة، من اصغر مشكلة لأضخم معضلة.
الشطرنج الالهي محتاج قرب من الله، ليس فقط بالطاعات والالتزام الصرف ولكن بالإيمان بوجوده والإيناس بتواجده في حياتنا ومراقبة معجزاته الصغرى والكبرى.
كشف الله محتاج نية وعمل واستعداد ومواظبة على الإيمان ونظرة مختلفة لما نعيشه ونقوم فيه.
لا تتوقع معجزة وانت خامل، راكد، ساكن، مظلم بداخلك. لا تتوقع مددا وانت مكتفي بالصمت، بالركون للرفض، بتقلد الضعف!
المعجزة تبحث عن وسيطها تظهر على يده، في لسانه، في فعله! وكم من تغيرات وحلول ومواقف وقرارات تظهر من خلالنا وتكون اقرب للمعجزات.
اصبح العودة للأصول معجزة، تحرى الصواب معجزة، منح العدالة معجزة، الفهم الصحيح معجزة، الحب بصدق معجزة، الدعم بحق معجزة.
المعجزات موجودة يكشفها تجلى قبس منه بداخلك في لحظات نادرة! فإما تتبعها وتزكيها فتتحول لانسان معجز او تتجاهلها وتقتصر على تنفيذ إشارتها فتكون وسيلة للمرسلة له على يدك فحسب!
رصيد المعجزات يمنح فوائد اعلى من بنوك البشر .
اكبر المعجزات التي تتجاوز الظاهر للباطن، والمادي للمعنوي! فهذا زمن اصعب من المعجزات الأولى! فما نحتاجه معجزات تغيير العقول، تصفية النوايا، جلاء الفهم، شحذ النخوة، توهج الإبداع، بصيرة القرار.