العاصمة

السحر والشعوذة تجارة رائجة.. وضحايا يحزرون من ممارسيه

0
كتب – علاء الدرديري

تزايدة ظاهرة السحر والشعوذة في الفترة الحالية إلي درجة كبيرة، وأصبح الكثير يزاولون الدجل في بيوتهم ويمارسون طقوس السحر والشعوذة ويعتبرونها مصدر رزقهم، حتى أصبح هذا الامر ظاهرة يلجأ إليها اشخاص من مختلف فئات المجتمع كوسيلة لحل مشاكلهم الإجتماعية والنفسية، فيصدقوها ويتعايشوا معها على إنها حقيقة، متناسين قدرة الله قبل وبعد كل شئ.

من المعلوم ان السحر هو ما يوجب الوقوع في الوهم بالغلبة على البصر والسمع، فالسحرة عن طريق حيلهم وشعوذتهم يفعلون أشياء تجعل الناظر يتخيل أنها حقيقة، كما فعل سحرة فرعون حين أخذوا مصارين الحيوانات وجعلوها على شكل الحيات، ووضعوا بداخلها الزئبق وأثرت حرارة الشمس في الزئبق وجعلته يتمدد ويتقلص فيتراءى للناس إنها تسعى، قال تعالى (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم)، فهم قد سحروا اعين الناس لأنهم أروهم شيئا لم يعرفوا حقيقته، ولو كان السحر حقيقة لقال تعالى سحروا قلوبهم لا أعينهم.

والسحر ينقسم في رأي القران الكريم إلى قسمين، الخداع والشعوذة، وخفة اليد، وليس له حقيقة كما مر من قصة سحر فرعون يتفادى من بعض الآيات أن للسحر تأثيراً نفسيا لقوله تعالى (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه)، وقد اجمع الفقهاء على حرمة تعلم السحر وممارسته.

فذيوع ممارسي السحر والشعوذة زاد منسوبها، حتي أن بعضهم أصبح في السنوات الأخيرة بفضل السحر من كبار ملاكي الأراضي، حيث لا يجد الكثير من الدجالين حرجا في إيهام الناس بأنهم يعانون من السحر والمس حتى وإن كان مرضهم عضويا يتطلب العلاج عند الطبيب.

وبما أن أن الأمر متوسع عند فئات النساء أكثر من فئة الرجال، وأن المرأة هي الأكثر ترددا على المشعوذين من الرجال، فهي تصدق بسهولة ان الدجال يستطيع حل مشاكلها، كما انها تجد في السحر وسيلة سهلة ومريحة للوصول الى مبتغاها، وبهذه الطريقة تهرب من مواجهة المشكلة وحلها بالاساليب الصحيحة، لذلك لجأ كثير من ممارسي أعمال السحر والشعوذة إلي أرتكاب أفعال جنسية مع حالاتهم التي يعالجونها، وقيامهم بوضع أيديهم في أماكن حساسة بجسد ضحاياهم، ويقومون بإطلاق البخور وأشياء تخرج أصواتاً “ديناميت صوت” بحجة إزالة العمل أو خروج الجن.

شهود عيان

تقول ربة منزل، إجتزت في الايام الماضية مرحلة من مراحل الشك والحيرة تكاد تزلزل صرح سعادتي الزوجية وتزعزع عقيدتي وإيماني، حيث مضي على زواجي عدة سنوات ولم انجب، وترددت علي كثير من الاطباء للعلاج لكن دون جدوى، حتى اني خضعت لعملية زرع اجنة، لكن حصل نزيف وخسرت بها الجنين، وقد أكدت الطبيبة ان حملي كيس فارغ بلا جنين، تأزمت حالتي النفسية وانطويت في البيت، ثم توصلت الى حل نهائي، وهو إن اطرق “أبواب الدجل” ليخبروني إن حملي ترافقه بما يسمى (التابعة) وهي تتكون مع الجنين لتسحب الطفل وتقتله تدريجياً في جوف الرحم، وقالوا إذا كنت تودين الاحتفاظ بالجنين يجب ان تخضعي للعلاج، فوافقت مرغمة وأخذت العلاج، وكان عبارة عن قصاصات ورقية أضعها في وعاء وأستحم بها مع أحجبة أحملها أنا وزوجي، وبعد خمسة أيام بالتحديد خسرت حملي ولم اتمكن من الاحتفاظ به رغم كل ما قاسيته، وبقى حلمي أن أصبح أُماً يراودني كل حين، وعدت الى قناعتي ان الدجل والسحر وهذه العقائد ليس لها أساس، وهي ربما تؤثر على الذين إيمانهم مهزوز بالله، فأنا على يقين بقدرة الله وعظمته، وكل هذه بدع توهم أصحاب النفوس الضعيفة.

وقالت طالبة جامعية، كثيرا ما تقدم لخطبتي بعض الشباب وفي كل مرة تنتهي خطوبتي بالفشل وتزداد حالتي النفسية سوءا، وبمرور الوقت أصبح شبح العنوسة يطاردني والخوف يعتريني وبدأت اقتنع بأن هناك سحر يعرقل طريق زواجي، حتى توصلت لقناعة تامة بأن السحر موجود والتنبؤ بالغيب حقيقة لاخداع، فذهبت ألي الدجالين والمشعوذين أبحث عن الأمل بالاقتران بزوج المستقبل، وكلما توغلت بممارسة هذه الأعمال كلما أصبح حلمي صعب المنال رغم ان عمري لم يتجاوز الثلاثين، حتى اني أصبحت اؤمن بهم وأسعى لانفق مبالغ طائلة للحصول على مبتغاي، وتعددت زياراتي لاماكن السحر والشعوذة، ولم أكن أتوقع قط الدخول إليها، وقال لي الدجال، “يطالعك نحس وانه سيجمع بينك وبين نجم الرجل الذي سيخطبك على حد قوله في المستقبل القريب” ولكن طال إنتظاري ولم يحدث شيء، فعاودت الذهاب الى قارئات الفنجان ولم أنال أيضاً مبتغاي، ومرت سنوات واخذ القلق يعتريني ولم أجد أي تقدم بحياتي العاطفية، وأصبحت حالتي النفسية تتدهور، حتى أخذ شعري يتساقط، وبعدما اخذ اليأس مني مأخذاً كبيراً توقفت برهة مع نفسي، وأدركت إني أطارد وهم اسمه (الرجل).

وأضافت، ليس غريبا ان ينساق بعضنا وراء ما يزعمه المشعوذون في التنبؤ بالمستقبل، هناك الكثير من يؤمن بهذه المعتقدات لكن بعد يأسي، أدركت ان كل من اجهدت نفسي وانفقت مالي عليهم “دجالين وكاذبين” وابدء بالضحك لغبائي بأن هناك من يستطيع ان يغير ما قدره الله لي، لكن بعد أن إنغمست بعملي لأشغل تفكيري عن تلك الوساوس، بدأت حالتي تتحسن شيئا فشيئا، حتى شعري توقف عن التساقط، وأدركت وقتها ما كنت امر به هو اضطراب نفسي وقلق بسبب تشتتي الفكري بهذه المسائل الواهية.

وتضيف ربة منزل، ذهبت إلى دجال بصحبة زوجها، لأنها متزوجة منذ عدة سنوات ولم ترزق بالولد، وسرعان ما نشأت بينهما الخلافات الزوجية، وعندما دخلا منزل الدجال لإيجاد حل لمشكلتهما، قام بتخدير الزوج، حتى دخل في غيبوبة تامة، وهتك عرض الزوجة، بحجة إخراج ”الجن” من جسدها، إلا أنها تمكنت من الفرار منه، وأبلغت الأهالي وقاموا بتلقينه علقة ساخنة، وأبلغوا الشرطة التي ألقت القبض عليه، وادعي أنه كان يهتك عرض السيدات باستمرار بحجة إجراء جلسات علاج.

لكن في الحقيقة الحديث عن السحر والشعوذة أمر يطول شرحه ولاتكفيه السطور، ومهما أوضحنا عواقب هذه المعتقدات يبقى الكثير من الناس لديهم العقيدة الثابته به، ويتضح من ذلك، إن لجوء الناس إلى السحر سببه قلة إيمانهم وعدم رضائهم بما قسمه الله تعالى لهم من الرزق، فهم يذهبون إلى السحرة رغبة منهم في نيل شيء يتمنونه وهو ليس لهم، كالحصول على الثروة أو تحقيق أمنية ما تجاه أناس آخرين حولهم، مثل التخلص من خصم، أو الحصول على قوة لإستخدامها لغرض شرير، وأمثال هذه الأمور التي تتناسب تناسبا عكسيا مع مستوى التدين والعلم وثقافة المجتمع فكلما زادت هذه الأمور اختفى السحر والعكس صحيح.

اترك رد

آخر الأخبار