العاصمة

الربيع الغربي.. ومظاهرات الشانزليزيه

0

الربيع الغربي.. ومظاهرات الشانزليزي
كتبت /ريم ناصر
شتان الفارق في [ اللفظ- اللغة- المسافات ] بين الربيعان

العربي والغربي، فلأول وهلة نظن أن الاختلاف ضئيل وغير

محسوس بفارق [نقطة] ما بين الكلمتان، تغير المعنى جزئياً وكلياً،

هيهات وهيهات، فهل قطعت الثورة كل هذه المسافات، ليكتوي

بنارها من زكاها من الأشرار؟
ام أن شمس الحرية بدأت تنفض عنها غطاء الظلم والظلمات وتنتشر

بين الدول المتشدقه دوماً بالترهات من حقوق الأنسان، وعزمت

الشعوب المحرومة من حريتها الاتجاه إلى التحرير، لتصير سياسة

الرأي الأوحد إلى زوال، بعد أن سادت تعددية الأحزاب، وبدت أنوار

الديموقراطية الحقة تشرق في ربوع الكون , لتتنسم الشعوب أريج وأهازيج الحرية وعبيرها تصديقاً لقول الشاعر:-
(إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ الِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر )
وقد بح صوتنا ونحن ننادي بالتريث والحكمة والمثالية في كل شيء

, خاصة في القرارات المصيرية المرتبطة بمصير الدول مما يجعل

اي مشروع قرار قادراً على النهوض بأسس سليمة , بأن تجرى له

دراسات جدوى أولية , تجلي الحقيقة وتزيح الغموض لدى القائمين

عليه بكل حياديه وجدية وعم التساهل في الأمر اذا كان مرتبطاً

ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد والإنتاج وأفراد المجتمع مع مراعاة التخلص

من الأفكار العتيقة البالية , والأشخاص ذوي الأفكار الرجعية , وضخ

دماء جديدة في شرايين الحكومات , حتى لا تتيبس أوصال المجتمع

الذي هو جزء من الحكومات , وتضمر حياته ويموت اكلينيكياً .
أصحاب السترات الصفراء :-
وسط العاصمة الفرنسية ( باريس ) وفي شارع الشانزليزيه أحتشد

وتجمهر آلاف المحتجين ضد القرارات الأحادية المنددة بالسياسات

 

الاقتصادية للرئيس الفرنسي ( ماكرون) محاولين الوصول إلى

قصر الاليزيه ومطالبين بحل البرلمان الفرنسي , ولكن الشرطة

أطلقت عليهم الرصاص المطاطي وخراطيم المياه والغاز المسيل

للدموع , بغية تفريقهم وإجبارهم على التراجع , وقد قام

المتظاهرون عقب ذلك بإضرام النيران ببعض السيارات والمحال

التجارية وقاموا بسلبها ونهبها .
وجديراً بالذكر أن ( السترات الصفراء ) حركة اجتماعية شعبية

بدون قيادة أطلقها عدد من النشطاء بهدف تكثيف الاحتجاجات ضد

رفع الضرائب على المحروقات ( السولار – البنزين) بفرنسا

وكانت أولى احتجاجاتها في 17 نوفمبر بعدد بلغ ( 2000ناشط ) في أقل من أسبوع , ليبلغ عدد المحتجين في الأسبوع التالي ( 300 ألف شخص ) قاموا بقطع الطرق , وشل حركة النقل والمواصلات عبر البلاد بسبب ارتفاع أسعار الوقود , ولكنها توسعت بعد ذلك للاحتجاج على ملفات أخرى , من بينها غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وصعوبة الأنفاق في القدرة الشرائية للأسر الفرنسية في عهد حكومة ( ماكرون) البالغ من العمر 40 عام والذي جاء لقمة الحكم في 14 مايو 2017 , وفي غضون عام واحد قام برفع أسعار المحروقات إلى ( 23% للسولار – 14% البنزين ) وزيادة على ذلك صدور قرار جديد من حكومة ( ادوار فيليب ) رئيس وزراء فرنسا برفع الرسوم من جديد مطلع عام 2019 .
وقد أطلق خصوم ( ماكرون) بفرنسا عليه لقب رئيس الاغنياء بسبب إلغاؤه ضريبة الثروة , مما أدى إلى تدني شعبيته حالياً لتصل إلى 20% من بداية توليه مقاليد الحكم منذ عام ونصف لتشهد فرنسا في هذه الآونة تظاهرات واحتجاجات في الشوارع , وأخرى نظمتها نقابات عمالية ضد تغييرات نفذها في قوانين العمل وضد هيكلة السكك الحديدية هناك .
وقد امتدت احتجاجات أصحاب الرداء الأصفر بالأراضي الفرنسية

إلى خارج نطاق الدولة لتتمدد إلى جزيرة ( ريو نيون ) بالمحيط

الهندي مخلفة ورائها الحرائق والدمار والخراب بالسيارات والمنشآت .
و على صعيداً آخر في بلجيكا:-
انتشرت الاحتجاجات أنتشار النار في الهشيم بإقليم

( والونيا ) جنوبي بلجيكا على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات

والضرائب أيضاً , و أوقفت الشرطة البلجيكية نحو 40 شخصاً و

احتجزت الكثير من السيارات و من يقودونها على خلفية أعمال

الشغب و استخدمت الشرطة الهراوات وخراطيم المياه والغاز

 

المسيل للدموع لتفرق المتظاهرين ( ما أشبه فرنسا ببلجيكا )

والسؤال الذي يطرح نفسه :-

هل سيشهد العالم الغربي ربيعاً في الثورات الغربية أسوة بثورات

الربيع العربي ؟!

ومن وجهة نظري المتواضعة , ما لم يغير الإنسان من أنماط سلوكه

تجاه البيئة المحيطة به , وما لم يتعلم من دروس الماضي

ويستوعبه حق استيعاب , فلا شك أنه راحل عن هذا الكون في

المستقبل القريب , لأنه لا يستطيع محاربة قوانين الطبيعة الذي

خلقها الله بأي حال من الأحوال .

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين .

اترك رد

آخر الأخبار