الدكتوراة الفخرية ماهى ولمن تمنح ؟
إيمان العادلى
الدكتوراه الفخرية لقب أكاديمي تكريمي وليست مرتبة
الدكتوراه الفخرية هي شهادة بدون رسالة أو مناقشة وتعطى للشخص تقديرا لجهوده في مجالات معينة
أما كلمة دكتوراه فهي مشتقة من الكلمة اللاتينية docere) والتي تعني (درّس علّم )
الدكتوراه الفخرية لقب أكاديمي تكريمي وليست مرتبة علمية
و يمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة
يمكن منح درجة دكتوراه “شرفيّة” لشخصيات معينة كتعبير عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي في ألمانيا مثلاً مُنح هذا اللقب لفرديناند بورشه وفي مصر منح لسوزان مبارك وحتى يميز عن الدكتوراه العادية يضاف اليه الحرفان h.c. أي honoris causa.
يعتبر منح شهادة الدكتوراه الفخرية لشخصية ما تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء ومن الطبيعي أن يكون هذا الامتياز محصوراً بالمؤسسات التربوية العريقة في أي بلد علماً انه يفترض بالجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية.
ومنحها مرتبط بالشروط والمعايير الآتية:
ا _ أن ينص قانون إنشاء الجامعة الرسمية أو أنظمة إنشاء الجامعات الخاصة على صلاحية منح شهادة الدكتوراه الأكاديمية وأن يجاز لها منح شهادة الدكتوراه الفخرية في حدود اختصاصية محددة تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة
2_ أن يتمتع الشخص المرشح للدكتوراه الفخرية بخصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية.
3_ أن يكون شخصية معروفة وعامة ومشهوداً لها وأن تكون عطاءاته نوعية وإنجازاته رفيعة وذات طابع عام وشامل أو نضالي أو مجتمعى او ثقافى او تعليمى أو أعلامى
4_ أن تكون المؤسسة التعليمية المانحة جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري، ولها مصدقية أكاديمية.
5_ وحيث أنه يفترض ان قيمة الدكتوراه الفخرية هي بقيمة المانح (الجهة العلمية) وقيمة الممنوح (الشخص الذي أعطيت له) لها قيمة معنوية فقط يجب أن يراعى في أعطائها دور الشخص في العلوم والابداع والاختراعات والتضحية في سبيل الخير الجهود الميدانية والنتاجات الفكرية الدور السياسي الكبير للبلد الذي يمثله الشخص الممنوح هذه الشهادة (الملوك، رؤساء الجمهورية، رؤساء المنظمات الدولية).
6_ يعود تاريخ منح الدكتوراه الفخرية إلى العصور الوسطى والشخص الأول الذي نالها هو أسقف سالزبوري
وهناك نموذجان للدكتوراه الفخرية:
_الدكتوراه الفخرية هي مسألة أعطاء شخصيات لم تتمكن من متابعة تحصيلها الاكاديمي الكلاسيكي وتركت اثراً ونتاجاً أهم بكثير من عدد من الأطروحات بإعطائها هذه القيمة التي تستحق علمياً إذ ان قيمة الإنسان العلمية ليست بلقب الدكتوراه الاكاديمي الذي يحصل عليه بل بنتاجه المعرفي والثقافي والسياسي والاقتصادي وبدوره في الحياة لذا هي عملية تكريم للشخص والمؤسسة التربوية المانحة معنوياً
_والدكتوراه الفخرية هي مسألة تقدير وأعتراف بالجهود والأعمال التي قدمها المكرّم أو سيقدمها للمجتمع أو لمؤسسات في المجتمع منها المؤسسات التعليمية.
7_أما الفارق فهو كبير ما بين الشهادتين إذ ان المكرّم لن يتقدم إلى وظيفة وفقاً لدرجة الدكتوراه الفخرية التي يحملها لكن في المجتمع يستطيع حامل الدكتوراه الفخرية القول كرّمتني الجامعة الفلانية أعترافاً بالخدمات التي قدّمتها في أي حقل من الحقول.
وعليه فان الدكتوراة الفخرية هي درجة تكريمية وليست اكاديمية
8_ سحب الدكتوراة الفخرية يحق لمن منح الدكتوراة الفخرية من الجامعات والمؤسسات العلمية العريقة سحبها ممن كرمتهم بمنحتهم إياها وبالتالي فأن للجامعات حق نزع الدرجة من المكرم كما فعلت جامعة الخرطوم مع العقيد معمر القذافي الذي كان قد منح الدرجة نتيجة لمساهمته في بناء قاعة محاضرات موجودة إلى الآن في الجامعة وكما عملت الجامعات المصرية بسحب الدكتوراة من السيدة سوزان مبارك مما يؤكد انها ليست درجة مرجعية.