العاصمة

الدبدوب العملاق

0

إيمان العادلى
عارفين إيه هي أجمل تجربة في الدنيا، تجربة الأبوة، ودا اللي حسيته لمَّا زوجتي خلفت بنت جميلة، أجمل بنت في الدنيا

‎طب عارفين إيه هي أسوأ تجربة في الدنيا، هي حاجة مُتعلقة بالأطفال برضه
‎خلوني أشرح لكم …

‎حسيت بارتياح لمَّا إتطمنت على زوجتي وبنتي، قررت أسيبهم في المُستشفى عشان يرتاحوا شوية وأخرج أنا

‎إحنا عايشين في مدينة صغيرة، فأي حتة محتاج أروحها مُمكن أروحها مشي، كُنت ماشي في الشارع

الرئيسي بتفرَّج على المحلات، بدوَّر على محل لعب الأطفال اللي فتح جديد، وقفت أدام جذع شجرة

ضخم ملزوق عليه بوستر عليه صورة لبنتين توأم عُمرهم أسبوعين بس، إتخطفوا من سرايرهم وهُمَّا

نايمين ومن يومها مالهمش أي أثر، سبت الشجرة ومشيت ونسيت كُل حاجة عن موضوع التوأم المفقود دا وأنا بدوَّر على محل اللعب

‎في النهاية لقيته، كان محل صغيَّر لكن مليان لعب، دخلت وبدأت أتفرَّج على اللعب المعروضة، كُنت

بدوَّر على اللعب التعليمية والكُتب والحاجات اللي زي دي

‎لكن لمَّا شُفته غيرت رأيي تمامًا، دُب عملاق محطوط في ركن المحل، كان عملاق بمعنى الكلمة،

طوله حوالي ست أقدام، لونه بني فاتح، شكله لطيف أوي، وكمان شكله مصنوع من خامات كويسة

‎مشيت لحَد صاحب المحل، كان واقف ورا درج الفلوس، راجل لطيف وعجوز، أعتقد إنه في السبعينات

من عمره، قصيَّر شوية، لمَّا قُلتله إني عايز أشتري الدب ابتسم وقالي إني اخترت اختيار مُمتاز، الدب

دا مصنوع على الطراز القديم، والموديل دا بيتصنَّع مخصوص للمحل بتاعه وبس، شاور على الدب

وقالي إن فيه سوستة ضخمة في الضهر بتتفتح عشان الوسائد اللي جواه تتغسَّل كُل فترة،

ابتسمت ودفعت تمنه، سألني لو معايا عربية ولا هيوصلهولي لحَد البيت، قُلتله إني هروح أجيب العربية على ما هو يجهِّز الدب
‎قبل ما أخرج سألني الدب دا هدية لمين، قُلتله إنه لزوجتي عشان هي لسَّه مخلفة بنتنا الصُغيَّرة،

ابتسم وعينيه لمعت، قالي إن خلفة البنات دي هدية من ربنا، شكرته بشدة وخرجت من المحل
.
‎خلال دقايق كُنت رجعت المحل ومعايا عربيتي، ركنت العربية أدام باب المحل، فوجئت إن الراجل

العجوز مشي وابنه هو اللي موجود، لكن ابنه كان لطيف زيه، قالي إنه هيساعدني، والحقيقة إن الدب كان فعلًا تقيل أوي، أتقل مما تخيلت
‎شكرته ومشيت، وخلال خمس دقايق كُنت في البيت، طلعت الدب بصعوبة، حطيته في ركن غرفة

البنت عشان أفاجئ زوجتي بيه، وفعلًا شكله في الركن كان لطيف أوي

‎لكن اللي مكانش لطيف هو رد فعل الكلب بتاعي، اللي وقف أدام الدب بتحفُّز وبدأ ينبح عليه،

خرجته برا بغضب وقفلت الباب كويس، لكنه كان لسَّه متوتِّر وبينبح، يمكن خايف عشان الدب ضخم بس
‎مش موضوع مُهِم عمومًا
‎خرجت الكلب برا البيت يلعب شوية، كلمت زوجتي عشان أتطمِّن عليها، قالتلي إنها بخير، رجعت

الكلب في القبو تاني وقفلت عليه، ورجعت المُستشفى تاني، زوجتي وبنتي كانوا جاهزين عشان

يروحوا
‎جبنا بيتزا في الطريق عشان العشا، وصلنا البيت ونيمنا البنت في أوضتها، زوجتي لمَّا دخلت

إتفاجئت بالدب لكنها حبته جدًا، خرجنا الكلب من القبو وكان لسَّه متوتِّر، لكن في النهاية البنت هدت ونامت والكلب هدا ونام

‎الليل كان هادي، البنت نايمة بهدوء، شاشة مُراقبة الأطفال مفتوحة وشغَّالة عشان نسمعها لو عيطت

أو قلقت، بس كُل حاجة تمام، وكُل الأمور مُستقرة
‎لكن فجأة كُل حاجة إتغيرت …
.
‎الساعة كانت 3 بعد مُنتصف الليل
‎كُنت نايم لمَّا حسيت بزوجتي بترجع السرير، كانت بترضَّع البنت، عادةً أنا نومي تقيل ومش بحِس

بحاجة، لكن المرة دي ولسببٍ ما كُنت صاحي وفايق، حسيت بزوجتي بتروح في النوم خلال أقل

من 3 دقايق
‎مش عارف أكمِّل نوم، لعبت على تليفوني شوية، حوالي نص ساعة، فجأة سمعت البنت بتعيَّط،

كُنت سامعها كويس، الدكتور قالنا إن دي حاجة طبيعية وإننا ساعات لازم نسيبها تعيَّط شوية،

عشان متتعودش على الشيل والكلام دا، سبتها تعيَّط، كُنت سامع صوتها من شاشة مُراقبة الأطفال، لكن فجأة سمعته هو كمان!
‎” بس يا حبيبتي، أنا هنا ”
‎مين دا!
‎البنت سكتت فجأة، الدم نشف في عروقي، مفكرتش أبُص على الشاشة، صحيت زوجتي بسُرعة،

طلبت منها تتصل بالنجدة، صوت البنت سكت تمامًا، جريت ناحية أوضتها، فتحت الباب ودخلت بسُرعة،

البنت كانت في سريرها بس كانت نايمة بهدوء، شباك الأوضة كان مفتوح، دوَّرت في الأوضة بسُرعة

لكن مفيش أثر لأي حد، قفلت الشباك وأنا بتنهِّد بارتياح، أكيد كان بيتهيألي، البنت نايمة بسلام،

بوستها وأنا بستعد عشان أخرُج من الأوضة

‎لكن قبل ما أخرج لمحت حاجة بطرف عيني، فيه أطراف أصابع باينة من ورا الدب، حاولت أهدى، وقفت مكاني ثابت بفكَّر للحظات، لفيت بهدوء ومشيت ناحية الدب، بعدته بسُرعة ومسكت الشخص اللي ورا ووقعته على الأرض بقوة، كُنت أقوى منه وقدرت أسيطر عليه، ضربته على راسه لحَد ما أغمي عليه
‎الموضوع خد مني لحظات، لكن في النهاية إتعرفت عليه، دا صاحب محل اللعب، البنت بدأت تعيَّط، سمعت صوت عربيات الشُرطة بتقرَّب، خرجت أجري وأنا بصرُخ فيهم إنه جوا في غرفة البنت، حضنت زوجتي عشان أطمنها وهُمَّا بيقبضوا عليه
.
‎اكتشفنا بعد كدا إنه كان مُختبئ جوا الدب، ابنه اللي ساعده على كدا، وكانوا بيخططوا عشان يخطفوا البنت مننا، من سوء حظه إني كُنت صاحي وسمعته
‎لمَّا الشُرطة قبضوا عليه وفتشوا بيته لقوا جُثث التوأم المخطوف، والدهم برضو اشترى دب عملاق

من المحل بتاع الراجل العجوز دا، واختبئ جواه لمُدة ليلتين لحَد ما خطف التوأم وقتلهم
‎مفيش حد فينا بيفكَّر يدوَّر جوا الدباديب اللي بيشتريها للأطفال

المحل تم إغلاقه دلوقتي، ابن صاحب المحل هرب لمَّا عرف إنهم قبضوا على أبوه، والأب

إتحاكم ودخل السجن، اعترف إنه خطف وقتل خمس أطفال خلال عشر سنوات من خلال الدببة اللي بيبيعها في محلاته

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار