التوابون بقلم اسلام محمد
العقول في حيرة من ما يفعله الإنسان يعصي الله ثم يرجع من ذنبه ويتوب واستغفر وبعد ذلك يعود مرة أخرى
والحال كما هو علية لا يتغير
فإذا عاد للذنب فقد قلبه وعقله ثم يفيق بعدما ارتكب الذنب ويبدأ رحلة الندم على ما فعله ، أريد أن أقول شيئًا مهماً جدا هو الذي يعين المرء على الصبر عن الوقوع في الذنب
العلماء يقولون إذا تلبس العبد بمنزلة المحبة لا يقوم قلبه في مشهد العصيان.
والمحبة أنا أكثرت جداً ولا أزال اتكلم فيها لأن منزلة المحبة هي سُرة المنازل كلها.
العبد وهو سائر إلى الله عز وجل هناك محطات يتزود منها كي يواصل السير إلى آخر الشوط تماماً مثل المسافر إلى طريق العمره مثلا يكون هناك فنادق تنام وتستريح بها ومحطات وقود كى تتزود السياره بالوقود ومطاعم لتأكل وتشرب .
ولو تصورنا طريق طويل ليس به محطات وقود ولا فنادق ولا مطاعم سيكون طريقاً مهجوراً لن يسلكه أحداً أبداً ومن سلكه مات إن لم يكن تزود تزوداً خاصاً.
كذلك العبد وهو سائر إلى الله عز وجل ينزل منازل …..
منزلة اليقظة
منزلة المراقبة
منزلة التوبة
منزلة المحبة
منزلة التعظيم
منزلة الإخبات
إلى آخر المنازل المعروفة عند أهل العلم
وقد حاول شيخ الإسلام الهرمي أن يقرب هذه المسألة بشيء من الغموض الذي وضحه ابن القيم في كتاب مدارج السالكين
المحب صبور والصبر عن معصية الله عز وجل من أجل أنواع الصبر ولا يستطيع العبد أن يصبر إلا إذا كان هناك حاجز وهو المحبة.
كما فعل يوسف عليه السلام لما حدث بينه وبين امرأه العزيز من الشد والجذب ومثل هذا الكلام ”
*”قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ”*
وترتبط منزله المحبة بمنزلة الوفاء لله عز وجل الذي خلقك ورزقك وأعطاك الصحة والعافية والمال ورد عنك خصومك
والوفي لا يستطيع ابدا أن يجحد نعمة الله عليه ثم يُقبل على العصيان
*” يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ”*
أي يا آيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ألأنه خلقك وسواك وعدلك ألأنه أحسن إليك وسترك.
أهل المروءة والكرم والوفاء لديهم أعظم حاجز عن ارتكاب المعصية أما أهل الخسة فهم الذين يتجاوزون الحدود مع نعم الله.
يقول السائل أنه عندما يقدم على المعصية يفقد قلبه وعقله لذلك لا يصبر .قال رسول الله ﷺ *”لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن”* ، أي أنه في حال إيمانه لا يزني إذ لو كان مستحضراً لإيمانه لكان الإيمان حاجزًا له أن يفعل ، ويستعان على ذلك كما قلت أن ينزل منزلة المحبة فإذا أحب صبر
أكثر الناس حملاً هو المحب ومع ذلك لا يتأفف إطلاقًا من ثقل الحمل لأن المحبة مانع من التأوه والتوجع وأنت تحب الله عز وجل لأنه أنعم عليك فأنت محاط بالنعم . فكم من قعيد وأنت تسير على قدميك . كم من مريض وأنت معافى سليم . كم من محبوس على سرير بالمستشفى وأنت حر طليق . اذهب للمستشفيات لكي تعرف نعمة الله عليك . لأنه وبكل أسف قل من يعتبر بزيارة القبور التي أوصى النبي ﷺ بزيارتها .
▫️أي إنسان عاقل عنده مروءه ووفاء وأصل طيب يرى نعم الله عليه يرجع مباشرة فإذا رجع عليه بالصحبة فإن الصحبة أسرع وسيله لجمع شمل القلب .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.