العاصمة

التسامح أمر ضروري وواجب شرعي

0

اسلام محمد

ايها الاحبة الكرام لقد تنوعت الأزمات ما بين أزمة سياسية وأزمة أمنية وأزمة اقتصادية وأزمة ثقافية وأزمة إعلامية وأزمة تعليمية وأزمة صحية ومن بين هذه الأزمات التي تعاني منها البلاد والشعوب أزمة أخلاقية
ان أزمة الأخلاق من أخطر الأزمات التي تعاني منها الأمم والشعوب ولذا ان بعض المفكرين يرى أن سبب انهيار الاقتصاد وفساد الإعلام وضعف التعليم وسبب انفلات الأمن هو فساد الأخلاق
فليست الأخلاق ألفاظ يرددها العلماء ولا الدعاء بل إن الأخلاق منهج ودين بعث النبي صلى من أجله حتى قال بعض العلماء: “إن الدِّين كُلُّه هو الخُلقُ” وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البر حُسن الخُلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس))؛ رواه مسلم.
((البر)) هو الدين كله وهو اسم جامع لأنواع الخير، وكل فعل مرضي.
((حسن الـخلق))؛ وحسن الخلق هو الدين كله أي: التخلُّق مع الخَلْق؛ بطلاقة الوجه، وكف الأذى، وبذل الندى، وقلة الغضب، وأن يحب للناس ما يحب لنفسه، قال ابن دقيق العيد: البر حسن الخلق، يعني أن حسن الخلق أعظم خصال البر. وتأمل معي في قول الله تعالى لتعلم ان البر هو الدين كله قال الله تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
هذا هو البر بنص القرآن حقائق الإيمان وشرائع الإسلام عقدة وعبادة وأخلاق ومعاملات وسلوك
فما أحوجنا إلى حسن الخلق وان الأزمة الحقيقة التي تعيشها الأمة الإسلامية هي أزمة أخلاق ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما – من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ولقد بين رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بهذا الأسلوب أهمية الخلق، بالرغم من أنه ليس أهمَّ شيء بُعث النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – من أجله؛ فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه
إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداته، لكنهم يرَوْن أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها
والمتأمل في أحوال أمة الإسلام يلحظا ضعفا شديدا في الجانب الأخلاقي وتظهر هذه الأزمة الأخلاقية في المبادين الآتية:
الجانب الأسري
الأسرة: فالأولاد إلا ما شاء الله لا يحترمون أباهم ولا يقدرون أمهم وكثيرا ما يعصون أوامرهما ويصدر منهم العقوق من عدم الاستجابة لهما أو التأفف والتثاقل في ذلك وعدم خدمتهما في المنزل ، والولد يرى أباه أحوج ما يكون لأمر ما فيتخلى عنه ولا يقضي حاجته ، ومن المؤسف أن كثيرا من الأولاد سلبي يتنصل عن المسؤلية دائما لا يهمه إلا اللهو وقضاء شهواته من مطعم جيد وملبس حسن وسيارة وكماليات
الجانب التعليمي فمن الملاحظ جفاء كثير من الطلاب للمعلمين وقلة إحترامهم حتى ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يدخل الفصل بلا استئذان ويتحدث أثناء الدرس ويشاغب ويرفع صوته على المعلم ولا يكترث به بل ربما بلغ الأمر إلى منازعته والتعدي عليه بل إن أزمة الأخلاق وصلت إلا أن الأولاد لم يتربوا على تقدير الكبار في الولائم والمناسبات وتراهم يجلسون في مقدمة المجلس ويزاحمون الكبار ويتحدثون في كل موضوع ولو كان لا يناسبهم ويقاطعونهم في الحديث ولا يشاركون في خدمتهم وإذا قدم الطعام لم يحسنوا آداب الأكل وغير ذلك من مظاهر قلة الاحترام من ترك الاستئذان والسلام وتقديم الكبير
كما يلاحظ انتشار عادات سيئة وسلوكيات خاطئة في بعض البيوت بين الأزواج كأن يكون الرجل فظا غليظا مع زوجته كثير الشك والغيرة قاس في تصرفاته متسلط في قراراته لا يراعي رغبات المرأة واهتماماتها بخيلا مقترا على أهله سبابا بذيء اللسان داخل بيته

اترك رد

آخر الأخبار