“الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية” على مائدة مكتبة القاهرة الكبرى
كتبت شيرين صابر
عقدت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة لمناقشة مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، أمس الخميس، بمقر المكتبة بالزمالك، تحدث فى الندوة الدكتور أحمد عوف، رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، الدكتور محمد الرشيدي، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، الدكتور محمود عبد الباسط، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وأدار الندوة ياسر عثمان، مدير عام المكتبة .
بحضور الشاعر عماد عبد المحسن مدير عام النشاط الثقافى والفنى بالقطاع، والدكتور طارق وفيق أستاذ بكلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، الدكتورة منى حجاج أستاذ التسويق والدعاية السياحية بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، والدكتورة هناء موسى خبير إعادة توظيف الأثر، وكوكبة من الباحثين والمهتمين بالمناطق التاريخية والأثرية بالقاهرة .
قال الدكتور محمد الرشيدي، إن مشروع القاهرة التاريخية، لايتطرق لترميم الأثر وإنقاذه فقط، لكنه يمتد إلى استفادة المجتمع بأكمله المحيط بالأثر وتنميته وتطويره، مثل المحلات والمنشآت والعمارات السكانية فى المنطقة المحيطة بالأثر، وذكر مثال على ذلك شارع المعز لدين الله الفاطمى، الذى نفذت فيه التجربة فى عام ٢٠٠٨ بعد إجراء بعض الدراسات واستطلاع رأى الأهالى والتجار وجمعيات المجتمع المدنى بالمنطقة، بهدف الخروج بهذه التجربة كنموذج يحتذى به فى التعامل مع الآثار .
وأضاف أنه تم ترميم الآثار بشارع المعز وتحديث المرافق به من شبكة التليفونات وشبكة الصرف الصحى والمياه ودورات مياه، والتعامل مع واجهات المحلات والمبانى المحيطة بالأثر، وأماكن الإنارة ورصف الشارع بالبازلت الأثرى، مشيرا إلى أنه من هذه التجربة بدأ التوجه لباقى المنطقة التاريخية والتفكير فى تدبير الإعتمادات المالية وتكليف أكبر جهة استشارية فى مصر وهو مركز هندسة الآثار التابع لكلية الهندسة جامعة القاهرة، الذى تعاون معنا بمجموعة ممتازة من الخبراء والمستشارين فى مختلف المجالات.
وعن تفاصيل المشروع تحدث الدكتور أحمد عوف، وقال إن المبانى التاريخية والأثرية كانت أقل ضررا من أى مبانى أخرى عقب زلزال ١٩٩٢، وأن اليونسكو سجلت القاهرة التاريخية عام ١٩٧٩ بدون خريطة، وظهر عام ٢٠٠٨ مجموعة من الخرائط المختلفة للقاهرة التاريخية، وعقب مشروع (اليونسكو ٢) عام ٢٠١٢ خرجت أول خريطة للقاهرة التاريخية إلى النور تشمل منطقة الحماية التى يجب الاهتمام بها بقوانين المبانى والارتفاعات وعروض الشوارع .
وأشار عوف إلى أن المشروع تم تقديمه لوزارة الآثار عام ٢٠١٦ التى وافقت عليه بعد مناقشته عام ٢٠١٧، وطرح من خلاله فكرة السياحة وكيفية ربطها بالحرف وكيفية إعادة توظيف المبانى التراثية، وأضاف أن المشروع يتضمن ٧ محاور و٢٣ دراسة و٢٣ خبير رئيسى، وعدد الباحثين فى أول مرحلة وثانى مرحلة يتعدى ١٥٠ باحثا، يهدف المشروع أيضا إلى أن تكون القاهرة التاريخية مستدامة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، وأن تظل للأجيال القادمة، لافتا إلى أن الشاعر عماد عبد المحسن قدم أفكارا رائعة للمشروع للتعريف بثقافة الشارع، واستعرض عوف فى عُجالة الدراسات التى شمل عليها المشروع .
وقال الدكتور محمود عبد الباسط، إن مشروع الحى العمرانى هو امتداد لمشروع الحى العمرانى (٢) الذى قام به اليونسكو فى ٢٠١١ – ٢٠١٥، واستكمالا لعمل اليونسكو، كان مشروع الحى العمرانى (٣) بقيادة الدكتور أحمد عوف وشكلت لجنة من متخصصين بوزارة الآثار شرفت برئاستها، تميزت الجلسات بيننا بعصف ذهنى رائع .
وأضاف أنه استفاد بملف التوظيف الذى حصل عليه من الدراسة بالمشروع، حيث بدأوا فرز مايقرب من ٦١١ أثر بالمدينة التاريخية، للتعرف على أى منهم قادر على التوظيف، وأيهم جاهز بالفعل للتوظيف، مشيرا إلى أنه من خلال ملف التعليم تمكنوا من التعامل بمحيط المدارس الموجودة وعمل توعية أثرية لها، مؤكدا أن التعامل الناجح مع المدينة التاريخية بصفة عامة لابد من تعاون كافة الجهات المعنية معا .
وعن الدراسة السياحة بالمشروع، أوضحت الدكتورة منى حجاج، أنه لم تتعرض لها اى جهة من قبل خاصة أن دراسات اليونسكو السابقة كانت تركز على الدرسات الثقافية أو العمرانية او الاجتماعية او السكانية، وهذه الدراسة طرحت برامج يتوفر لها كل الخدمات الممكنة، وشملت الدراسة كيفية وجود سياحة مستدامة دون الإضرار بالمناطق الأثرية، واقتراح فعاليات ثقافية وفنية لمزيد من الجذب للسائح لزيارة المناطق الأثرية، وقسمت الدراسة المناطق بحسب الطراز المعمارى وطبيعتها والحرف التى تتميز بها حتى يمكن وضع البرنامج بشكل متنوع .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.