يعتمد التنظيم الدولي للإخوان، على المؤسسات الخيرية القائمة على التبرعات؛ لنشر نفوذه بالمجتمع الغربي، إلى جانب تسهيل إجراءات تحويل الأموال بين الدول، ومن أبرز تلك الكيانات التي يوظفها التنظيم؛ لتسهيل عملياته المريبة، هي «مؤسسة زكاة»، في الولايات المتحدة الأمريكية.
فعلى العكس مما توقعه الكثيرون، بتتضيق لأنشطة الإخوان في واشنطن والغرب بشكل عام، بعد إعلان الجماعة إرهابية، في أبرز دول الشرق الأوسط كـ«مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية»، لا تزال الإدارة الأمريكية تحظى بانتقادات، جراء السماح لمؤسسات الإخوان المالية – التي تسهم في تدفقات النقود للجماعات الإرهابية- بالعمل على أرضها.
تمويلات القاعدة
كشف تحقيق استقصائي، أجراه مشروع التحقق من الإرهاب «investigate project on terrorism»، ومنتدى الشرق الأوسط، عن استخدام جماعة الإخوان لمؤسسة زكاة كغطاء؛ لتمويل تنظيم القاعدة، منذ سنوات تشييد المؤسسة في عام 2001.
إذ يقول التحقيق الذي صاغته المواقع المتخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة: إن الإرهاب بكل أشكاله يعتمد الجمعيات الخيرية؛ لتسهيل جمع ونقل الأموال للمسلحين، وما يؤكد ذلك من وجهة نظرهم، هو تسمية الكثير من هذه المؤسسات بـ«الإرهابية»، خلال التحقيقات الموسعة، التي أجرتها الولايات المتحدة، في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، مثل مؤسسة الأرض المقدسة، وغيرها من الكيانات.
كلمة السر.. ماضي ديمير
راجعت التقارير الاستقصائية، السيرة الذاتية لرئيس مؤسسة زكاة التركي الجنسية والمولد، خليل ديمير؛ لمزيد من التأكد، حول الروابط التمويلية بين مؤسسات الجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم القاعدة.
فقبل تأسيس جمعية زكاة، عمل ديمير كمسؤول لوحدة العلاقات العامة في مؤسسة الولاء الدولية، التي وضعتها وزارة الخزانة الأمريكية في 2002، على لائحة الإرهاب.
كما اتهمت رئيسها، أنعام أرناؤوط، باستغلال المؤسسة؛ لتمويل الإرهابيين، وهو ما اعترف به في النهاية؛ إذ عملت الولاء الدولية، على دعم المسلحين في البوسنة والشيشان، واستخدمت أموال التبرعات في إمدادهم بالملابس والمود الغذائية ومستلزمات المعيشة.
فيما اتهم أرناؤوط أيضًا، بالصلة المباشرة مع مؤسس تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن؛ إذ عمل معه للإفراج عن الأموال، وفقًا لاحتياجات بن لادن، كما يطلبها مباشرة.
التغلغل في الأوساط السياسية
كعادة الإخوان، تسعى الجماعة لتوظيف جمعياتها الخيرية؛ لاستقطاب الساسة، ففي 2017، نظمت مؤسسة زكاة حفلًا، دعت إليه عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، وفي 2019، بدأ خليل ديمير في التردد على مكتب عمدة شيكاغو، لوري لايتفوت؛ للمشاركة في المناسبات المختلفة.
علاوةً على ذلك، كشف موقع نورديك مونيتور، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستغل مواطنه ديمير؛ لتوطيد تلك العلاقات الاجتماعية السياسية مع مسؤولي الولايات المتحدة، عبر تنظيم الفعاليات المشتركة.
فبالتعاون بين أحد مسؤولي القنصلية التركية، ويدعى محمود آي وخليل ديمير، تنظم أنقرة فعاليات ذات طابع ديني إسلامي، تدعو إليها الساسة المهمين بالبلاد، كما تنظم هذه الفعاليات أيضًا، بالتشارك مع الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية «إسنا».
ومن الجدير بالذكر في هذا الشأن، أن الضغط المتزايد على الحكومة الأمريكية؛ لتتبع حركة أموال الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان، قد أدى إلى إغلاق 3 حسابات بنكية لمؤسسة زكاة، فيما لم تعلن المؤسسة إرهابية بعد.
وهو ما يعرض الولايات المتحدة للانتقاد من قبل النواب المعارضين لأنشطة الجماعة، إلى جانب وسائل الإعلام والناشطين في مجالات مكافحة الإرهاب في البلاد، ففي تصريح سابق للمرجع، قال أستاذ العلوم السياسية، حسن سلامة: إن إعلان الإخوان جماعة إرهابية في واشنطن، له اعتبارات سياسية مهمة، فالجماعة تستخدم من قبل بعض الأنظمة، كأداة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط؛ لتحقيق أجندات خاصة، وبناءً عليه، فإن التخلي الأمريكي عن الجماعة، ومصادرة أموالها وحساباتها المصرفية، يخضع لتقييم المصلحة الأمريكية، ومدى النفعية المستقبلية من وراء ذلك.
ولكن الواضح في الأمر، أن الجماعة توظف كيانتها؛ للتغلغل في الأوساط السياسية بعمق؛ ما يشكل خطورة على قيم المجتمع الأمريكي والمجتمعات الغربية بشكل عام.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.