لا شك أن الشباب هم طاقة المجتمع الكامنة التي تعتبر أغلى و أفضل من جميع
الموارد الطبيعية إذا أحسن استغلالها و توظيفها في مكانها الصحيح لتحقيق الطفرة
التنموية المنشودة في العمل و الانتاج و بناء الوطن لذا عقد مركز إعلام بورسعيد ندوة
تحت عنوان ” مهارات نجاح الشباب في سوق العمل ” استضاف فيها الدكتور عز الدين
حسنين الخبير الاقتصادي و المصرفي و الأستاذ الجامعي وذلك بالتعاون مع مديرية
التضامن الاجتماعي برئاسة الدكتورة سوسن حبيش و بحضور الأستاذ عصام صالح
مدير مركز إعلام بورسعيد و الأستاذة منال مرسي مدير إدارة الخدمة العامة بالمديرية
و الأستاذ ثروت خالد رئيس قسم الخدمة العامة بإدارة بورفؤاد و الأستاذة نيفين بصلة
مسئول الاعلام التنموي بمركز إعلام بورسعيد و عدد كبير من مكلفات الخدمة العامة .
و بدأت فعاليات الندوة بالحديث مع الشباب حول مشكلة عدم وضوح الهدف والرؤية لديه
عندما يقبل على سوق العمل عند إنهاء دراسته الجامعية و المعاناة من عدم وجود
التوجيه المجتمعي المناسب وصعوبة تحقيق الشباب لأحلامهم في الالتحاق بالوظائف
المنشودة نتيجة الاكتفاء فقط بالمؤهل الدراسي دون بذل المزيد من الجهد و المثابرة
في سبيل تأهيل أنفسهم لاحتياجات سوق العمل الحقيقية التي تبحث عن مواصفات
و مؤهلات و مهارات يتغافل عن كثير من الشباب و خاصة خريجي الجامعات .
و في هذا السياق أكد الدكتور عز حسنين أن أصحاب العمل المتميزين يبحثون عن
صاحب مجموعة من المهارات الأساسية التي ينبغي على الشباب تنميتها و اتقانها
لتعزيز فرصته في الالتحاق بوظيفة يحقق فيها طموحه أو يكون قادراً على إقامة
مشروع ناجح و منها مهارات التواصل التي تعد مهمة الى حد كبير بالنسبة الى أصحاب
العمل فقد أشار مؤشر فرص العمل في الشرق الأوسط الى أن أكثر المهارات طلباً
بالنسبة الى 55% من أصحاب العمل في المنطقة هي مهارات التواصل الجيدة في
اللغتين العربية والانجليزية ومهارات الاستماع الجيدة بالاضافة الى القدرة على التعبير
عن الآراء والأفكار والتواصل بفعالية مع الآخرين والتأثير عليهم ثم المهارات التحليلية
والبحثية وهي عبارة عن المهارات الفكرية التي تساعد على تحديد المشاكل وتحليلها
وإيجاد حل متميز لها وقد برز التفكير التحليلي كواحد من أكثر ثلاث مهارات يبحث عنها
أصحاب العمل في المنطقة و كذلك مهارة الرغبة بالتعلّم حيث يتعين علي من يرغب
في التميز السعي جاهداً لاكتساب مهارات جديدة في مجال العمل ومواكبة أحدث التطورات .
و أضاف أن مهارات المرونة والقدرة على إدارة الأولويات أصبحت من الضروري جداً في
سوق العمل الحالي احيث يتعين علي القائم بالعمل التكيف والتأقلم مع سوق العمل
في جميع الأوقات و كذلك معرفة مهارات التخطيط والتنظيم التي تساعد بشكل كبير
على تعزيز الكفاءة المهنية كما ينبغي التمتع بمعرفة حول مختلف الثقافات حيث أصبح
من الضروري التمتع بمعرفة واسعة حول الثقافات والأعراق الأخرى لأن أصحاب العمل
يبحثون عن الأشخاص الذين يمكنهم التكيف مع الثقافات والجنسيات المختلفة والتعامل
بطريقة عادلة ومتساوية مع كافة الأشخاص و من الضروري اتقان مهارات العمل بفعالية
ضمن فريق فأصحاب العمل يبدون اهتماماً كبيراً بطريقة النجاح في التعامل بفعالية و انسجام مع الزملاء أعضاء الفريق الواحد .
هذا و قد خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات تركزت حول ضرورة تحديد الشباب لأهدافهم في الحياة العملية بكل دقة و العمل على تحقيقها بإصرار و مثابرة و كذلك
تأهيل أنفسهم للمتطلبات الواقعية لسوق العمل بمزيد من التدريب على اتقان مهارات التواصل بلغة أجنبية و التعامل الجيد مع برامج و تطبيقات الحاسب الآلي .