أين الملاذ ؟
بقلم / سميرة داود
فضل منك عزيزي القارئ ، أن تأذن لي في هذه الآونة وعلى استحياء ، بضع سويعات من براح ذهنك وسيل افكارك المتقدة ، نتشارك سويا ، نفكك معا علامات ورموز استفهام لفيض من أشياء شتى ، تطوف بخيالي ، تزاحم خاطري ، تشوش هدوء عقلي واتزان فكري . مثل لوحة زيتية ألوانها مزج بين البهجة والإشراق تارة ، والشجية تارة أخرى . رموز استفهام لأشياء تترا غير مرئية ، تربك واقعنا المرئي ” يالها من مفارقة المضحكات المبكيات ” ، تكدّر سلامنا الاجتماعي ، تغرس في الأرض أشواكا فماذا تطرح ؟!! نتوجس منها خيفة لا ندري خير هى ام شر أحاط بنا . هل باغتتك مثل هذه الأشياء بعنفوانها القاسي أبدا ودون سابق إنذار ، في ليل من ليالي السمر ، تتجاذب أطراف الحديث ، فتنتفض معها ولها سائر أجهزتك العصبية والمناعية ، تتوجه إلى حلبة المصارعة في مواجهة شرسة لهذا الشبح اللامرئي ، تقاتل بضراوة للمفازاة بمفاتيح اتزانك ، والنجاة بليل حديث سامر إلى الشطر الآخر من النهر ” لا علم لنا بأمانه بعد ” فقط مجرد المحاولة . من منا في صحوته لا تنتابه إحدى حالات مخادعة العقل ومغازلته ببعض من أفكار إيجابية ، أو رحلة موسيقية في ثنايا الروح ، محلّقا بنغماتها في السماء العلى ومسافراً إلى حيوات وعوالم أخرى ، وسيلة لترويض الذات بعدم الإنسياق إلى سلبية الأشياء مهما تعاظمت وامتدت . إنها حالة انغماس برهة من الوقت في قصة مفادها ” طاقة إيجابية تعادل حياة أفضل ” . ويمضي اليوم دون عناء ، ثم ما تلبث أن تتسلل إلى كيانك في صبيحة اليوم التالي وعلى مهل بعض من رموز وعلامات الاستفهام ” وكأنه الملاذ والخبيئة ” ، تراود الذهن عنوة ودون استئذان ، فتفسد ما طرأ على مزاجك العام من غبطة وحالة سلام مع النفس لم تدم إلا سويعات . من منا لم يمكث على الأريكة ساكنا صامتا ، متأملًا سفرة سياحية ذات أمد بعيد ، تتسم بالطابع الثقافي شعارها ” سفرة آمنة ومتعة دائمة باذن الله ” ، وإذ بيد ثقيلة تهز كيانك بغتة ، تعلن عن ميعاد الإفاقة من سفرة الخيال ، تخط ّكلمات تتدارك بها تتمة الشعار ، آلا وهى ” عذراً عزيزى المسافر مع وقف التنفيذ ” . هكذا دوما حلم ثم إفاقة ، تباغتنا رموز وعلامات استفهام لأشياء تترا غير مرئية ، في الصحوة والغفوة ، في صمت البراح ، في سامر الحديث بليل مخملى ، نفر منها فتفر إلينا . فيارب أين الملاذ مالنا سواك .