العاصمة

أهـل الصعـيد بيـن الواقـع الـمـرّ والإعـلانات المـستـفـزة

0

إيمان العادلى

لم أكن أودُّ أبداً أن أتحدث في مثل هذه الأمور في هذا الشهر الفضيل .
ولكن ساءني إعلانٌ في الإذاعة يدعو الناس للتبرع من أجل إفطار أسرة فقيرة في ” الصعيد “
لماذا الصعيد بالذات ؟
بداية لا ننكر وجود فقراء في الصعيد وغيرها من أرجاء مصر ، لكن يبدو أن هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن أهل الصعيد وعفتهم
التي تأبى عليهم قبول مثل هذه الإهانات في هيئة إعانات وإعلانات
لو جاء هؤلاء إلى الصعيد وتجولوا في بلاده في رمضان لرأوا ما يجعلهم يستحيون على أنفسهم لو كان عندهم شيء من الحياء أصلاً .
أتحدى هؤلاء لو جاءوا بسياراتهم الفارهة ومروا بها على أي طريق في الصعيد قبيل المغرب في رمضان ألا يتعرضوا لإيقاف
سياراتهم بالقوة كي يفطروا في ضيافة أهل الصعيد
كثيراً ما كنت أرى على الطريق بين العصر والمغرب رجلاً بسيطاً من أهل الصعيد يجلس على الطريق السريع ومعه
” الطبلية ” وعليها ما تيسر من الطعام لإفطار المسافرين
هذا الفقير لم يمنعه فقره من القيام بواجب الضيافة للمسافرين ، حتى وإن كان مسافراً على طريق سريع ربما
لن يعرف هذا البلد وأهله ، لكن من العار على أهل الصعيد أن يمرَّ بهم غريبٌ في رمضان ولا يفطر عندهم
أهل الصعيد يقومون على إفطار المسافرين الغرباء ، قليلاً إن لم يكن غيرَ موجود أصلاً أن تجد موائد إفطار لأهل
البلد أنفسهم ، فالضيافة للغرباء
أهل الصعيد وإن كان بعضهم فقراء فهم من الذين يصدق عليهم قول الله – ﷻ – ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ )
الآن نرى على الطرق السريعة عائلات بكاملها من أهل الصعيد تخرج لضيافة الصائمين ولإفطار المسافرين وبعض
المسافرين يكونون غير مسلمين ، لكن واجب الضيافة لا يفرق بين مسلم وغيره
شباب يقفون على الطرق السريعة في قلب الصحراء كي يطعموا مَنْ مرَّ قريباً من بلادهم حتى وإن كان على
بُعد كيلو مترات منها
هؤلاء هم أهل الصعيد لمن لا يعلم
شيء من حُمْرة الخجل يا من تدَّعون الإنسانية

اترك رد

آخر الأخبار