العاصمة

أن الاستغفار سببٌ عظيمٌ لحصول توبة الله على المستغفر ورحمته

0

بقلم / محمـــــــــد الدكــــــــرورى
فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا .. هكذا كان النداء من رب العزه سبحانه وتعالى أمر بالاستغفار فهو باب الرجاء
وباب التوبه وباب الرجوع الى الله عز وجل ولما كان الاستغفار بهذه المنزلة الرفيعة والمرتبة الشريفة، كان له
من الثمار العظيمة والخيرات الكبيرة ما يحفز المؤمن على العناية بشأن الاستغفار، والإكثار منه، والجمع بين
الاستغفار باللسان وواقع الحال، فإذا استغفر العبد ربَّه، وأتى بالموجبات لثمرة الاستغفار، واجتنب موانعها، أفاء
الله تعالى عليه من ثمرات الاستغفار الكثيرة.
معاشر المسلمين، ولشحذ النفوس، وإذكاء الهمم، يذكر في
هذا المقام بعض ثمرات الاستغفار، فيقال:
الثمرة الأولى: أن الاستغفار سببٌ عظيمٌ لحصول توبة الله
على المستغفر ورحمته ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]، ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء:
110]، ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة:
199]، وفي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قال:
وعِزَّتِكَ يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفرُ لهم ما
استغفروني))؛ أخرجه أحمد.
والثمرة الثانية من ثمار الاستغفار: أنه سببٌ لردِّ العذاب ودفع المصاب: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا
كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].
والثمرة الثالثة من ثمار الاستغفار: أنه من أسباب تمتُّع
العبد تمتُّعًا حَسَنًا في حياته وسعادته وسروره: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى ﴾ [هود: 3]؛ قال الشيخ ابن سعدي: “أي يُعطيكم من رزقه ما تتمتعون به، وتنتفعون به إلى وقت وفاتكم”؛
انتهى كلامه رحمه الله.
والثمرة الرابعة والخامسة والسادسة من ثمار الاستغفار
أنه سببٌ لإنزال الغيث، وحصول المال والبنين والرزق، ويجمع ذلك كله ما ذكره الله تعالى عن نوح عليه السلام
في وصيته لقومه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10- 12].
والثمرة السابعة من ثمار الاستغفار أنه سببٌ في زيادة
القوة الحسية والمعنوية، ومن شواهد ذلك ما ذكره الله تعالى عن هود عليه السلام في وصيته لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].
والثمرة الثامنة من ثمار الاستغفار أنه من أسباب سلامة القلب وثباته؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع صقل قلبه، وإن
زاد زادت حتى تعلو قلبَه وهو الران الذي ذكر الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين:
14]) أخرجه أحمد والترمذي والنسائي.
والثمرة التاسعة من ثمار الاستغفار أن كثرة الاستغفار
تجعل صحيفة العبد سببًا في سروره يوم القيامة؛ فعن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أحَبَّ أن تسُرَّه صحيفتُه، فليُكثِر فيها من الاستغفار).
ومن سديد قول شيخ الإسلام ابن تيمية في شأن الاستغفار قوله رحمه الله تعالى: “والاستغفار من أكبر
الحسنات، وبابه واسع، فمَنْ أحَسَّ بتقصير في عمله أو حاله أو رزقه، أو تقلَّب قلبه، فعليه بالتوحيد والاستغفار،
ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص”.
فاللهم انى استغفرك واتوب اليك ….

 

اترك رد

آخر الأخبار