العاصمة

أريد أن أحدث الله كتبت / ناهد عثمان‎

0

لم أعد بحاجة إلي أن أحدث الناس 
‎بقدر ما أريد أن أحدث الله .. أن تخلق آلاف الحواجز بيني وبينهم و تنكسر كل الحواجز التي تمنعني من الوصول إلي الله بالشكل الذي يرضيه .. أن أسمع صوته هو في يسري و في سكن قلبي ٓ
‎في دمعتي حين أحس رضاه ٓ
‎لم يعد التنمق في الكلمات يغريني ، و ما في القلب عاهات قد تواري خلفها عاهات !!!
‎حين أحدث الله لا زيف ، لا حجب ، لا استعراض لفصاحة و لا مباهاة …
‎فالله وحده يعرف من أنا حقا ، و الله وحده من سيصدقني كل الحقائق في .. الله وحده من يعرف ما هو قدري وإن تعرت كل أقداري و أيامي و كل جوارحي من النعم …
‎وكذلك وحده يعلم من أنا حتي و إن بلغت السيل من محبة البشر ، وإن ملكت من الدنيا جمال الشمس والقمر !!!
‎الله يعلم !
‎ونحن ورغم كل الأشياء التي تخدع جلاء الصورة …
‎نعلم !
‎فماذا لو أغمضنا العيون …
‎و صممنا الآذان و الأسماع عن كل أحاديث بالكون !
‎لنسمع ذلك الصوت الخفي الذي يسكننا منذ الأزل …
‎ذلك الصوت الذي وضعه الله فينا كي نتحسس الخطي كي نصل إليه ، فنأتيه نشهد …
‎ذلك الصوت الذي يهمس لنا أنه موجود من قبل الوجود …
‎موجود من قبل عالم الذر و قبل كل البدايات و فوق كل خلود …
‎قبل أن نكون ، حتي نكون !
‎حتي ينبض القلب فينا :
‎هنيئا لنا بالرحمة !
‎هنيئا لنا بالعطف و العدل و البصيرة و اللطف !
‎هنيئا لنا بأن لنا رب يعلم ضعفنا وقلة حيلتنا ، فيلهمنا العون منه و يأخذ بأيدينا و يحمينا …
‎هنيئا بأن الله معنا ، بأن الله فينا !
‎أعلم أن الطريق إليك بداخلنا ، لا خطي نمشيها …
‎أعلم أن نورك الحق في ذاك الشعاع الذي يكسر ظلمة القلب
‎لا في إنكسار ضوء النهار في المقل !
‎و أعلم أنك تنتظرني !!!!؟
‎تنتظرني في سكون النفس …
‎في نزع كل قيد عن حناجر الروح ، حتي يخرج صوت الخير فيها ، حتي تصير كما الطير الحسن ، تعلو ، تشدو .. وتبوح
‎إني إليك …
‎وفي طريقي ترقد كل أجساد ذنوبي !
‎فأعني أن أواريها و أدفنها تحت ثري توباتي …
‎تحت ثري صحوتي ، و ندمي مبللة بدمعاتي …
‎ربما ينبت خلف الذنب زهر يبدل الزلات في طريق العمر
‎فأحصدها رحيق حسنات من بعد أشواك السيئات
‎إني إليك آت
‎حتي و إن مت علي درب قلبي ٓ
‎فأنت تعلم حين أكون إليك كيف يمكن أن يكون صومي و تصدقي و صلاتي …
‎إليك صدقا يارب السرائر
‎فلا تحرمني خيرك في صدق الخطي في الخلود جنات 

اترك رد

آخر الأخبار