لم أعد بحاجة إلي أن أحدث الناس
بقدر ما أريد أن أحدث الله .. أن تخلق آلاف الحواجز بيني وبينهم و تنكسر كل الحواجز التي تمنعني من الوصول إلي الله بالشكل الذي يرضيه .. أن أسمع صوته هو في يسري و في سكن قلبي ٓ
في دمعتي حين أحس رضاه ٓ
لم يعد التنمق في الكلمات يغريني ، و ما في القلب عاهات قد تواري خلفها عاهات !!!
حين أحدث الله لا زيف ، لا حجب ، لا استعراض لفصاحة و لا مباهاة …
فالله وحده يعرف من أنا حقا ، و الله وحده من سيصدقني كل الحقائق في .. الله وحده من يعرف ما هو قدري وإن تعرت كل أقداري و أيامي و كل جوارحي من النعم …
وكذلك وحده يعلم من أنا حتي و إن بلغت السيل من محبة البشر ، وإن ملكت من الدنيا جمال الشمس والقمر !!!
الله يعلم !
ونحن ورغم كل الأشياء التي تخدع جلاء الصورة …
نعلم !
فماذا لو أغمضنا العيون …
و صممنا الآذان و الأسماع عن كل أحاديث بالكون !
لنسمع ذلك الصوت الخفي الذي يسكننا منذ الأزل …
ذلك الصوت الذي وضعه الله فينا كي نتحسس الخطي كي نصل إليه ، فنأتيه نشهد …
ذلك الصوت الذي يهمس لنا أنه موجود من قبل الوجود …
موجود من قبل عالم الذر و قبل كل البدايات و فوق كل خلود …
قبل أن نكون ، حتي نكون !
حتي ينبض القلب فينا :
هنيئا لنا بالرحمة !
هنيئا لنا بالعطف و العدل و البصيرة و اللطف !
هنيئا لنا بأن لنا رب يعلم ضعفنا وقلة حيلتنا ، فيلهمنا العون منه و يأخذ بأيدينا و يحمينا …
هنيئا بأن الله معنا ، بأن الله فينا !
أعلم أن الطريق إليك بداخلنا ، لا خطي نمشيها …
أعلم أن نورك الحق في ذاك الشعاع الذي يكسر ظلمة القلب
لا في إنكسار ضوء النهار في المقل !
و أعلم أنك تنتظرني !!!!؟
تنتظرني في سكون النفس …
في نزع كل قيد عن حناجر الروح ، حتي يخرج صوت الخير فيها ، حتي تصير كما الطير الحسن ، تعلو ، تشدو .. وتبوح
إني إليك …
وفي طريقي ترقد كل أجساد ذنوبي !
فأعني أن أواريها و أدفنها تحت ثري توباتي …
تحت ثري صحوتي ، و ندمي مبللة بدمعاتي …
ربما ينبت خلف الذنب زهر يبدل الزلات في طريق العمر
فأحصدها رحيق حسنات من بعد أشواك السيئات
إني إليك آت
حتي و إن مت علي درب قلبي ٓ
فأنت تعلم حين أكون إليك كيف يمكن أن يكون صومي و تصدقي و صلاتي …
إليك صدقا يارب السرائر
فلا تحرمني خيرك في صدق الخطي في الخلود جنات ❤