أخطر وأشهر جاسوسة عربية للموساد
إيمان العادلى
الحلقة الثانية
بعد حصولها على الثانوية العامة بمجموع صغير للغاية لم يكن أمام أمينة المفتي سوى أن تدرس الطب في أوروبا لتحقق رغبة والدها في أن يراها طبيبة، ورغم معارضة بعض المحافظين من أسرتها على سفرها وإقامتها وحدها في أوروبا إلا أن وقوف أمها ورائها وتشجيع والدها على تقديم طلب التحاق بنته المدللة للدراسة بإحدى جامعات أوروبا كان وراء اتخاذ قرار بسفرها لأوروبا.
ولأنها كانت ترنو للتحرر والانطلاق بعيدا عن قيود المجتمع الشرقي، فقد رفضت أمينة المفتي السفر لألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية التي يوجد بها بعض أفراد عائلتها، وبالفعل سافرت بصحبة والدها إلى النمسا حيث قدم لها طلبا للدراسة بجامعة فيينا وتحديدا في كلية علم النفس الطبي “Medical Psyshology” التي كانت من أحدث كليات الطب في العالم في ذلك الوقت، وبعد أن اطمأن والدها عليها تركها وعاد إلى الأردن مرة أخرى على وعد منه لها بالترتيب والإعداد لزيارتها هو ووالدتها في أقرب فرصة.
أما أمينة المفتي فقد اندمجت مع عالمها الجديد سريعا وأقامت في القسم الداخلي لإقامة طالبات الجامعة المغتربات، ولأن المعتاد أن تتشارك كل طالبتين في غرفة واحدة، فقد كان من نصيبها أن تسكن في غرفة واحدة مع طالبة من جنوب أفريقيا لكنها إنجليزية الأصل اسمها “جولي باتريك”، ولم تكن جولي هذه من سكان جنوب أفريقيا الأصليين بل كانت من الإنجليز الذين كانوا يحتلون جنوب إفريقيا ويحكمونها في ذلك الوقت.
وسرعان ما توافقت أمينة المفتي مع طباع زميلتها “جولي باتريك” الفتاة الخبيرةبالحياة الأوروبية التي أخذت على عاتقها أن تجعل من زميلتها فتاة عصرية، وبالفعل بدأت تصطحبها إلى الملاهي الليلية، ثم دعت جولي زميلتها إلى أن تهمل ملابسها المحافظة التي اعتادت ارتداءها وأن تستبدلها بملابس أخرى جديدة وعصرية على آخر خطوط الموضة، وهو ما وجد ترحيبا شديدا من أمينة المفتي التي بدأ يظهر عليها كرهها الشديد للعادات الشرقية التي كانت تحد من حريتها، ثم انطلقت أمينة المفتي لتسير بسرعة الصاروخ في طريقها نحو التحرر، فاعتادت أن تدخن مثلها مثل بقية زميلاتها الأوروبيات.
ولم يكن ارتداء الملابس العصرية أو التدخين هو كل ما علمته جولي لزميلتها أمينة المفتي، ولكنها علمتها شيئا آخر أدمنته وصارت أسيرة له، فقد علمتها أن التحرر والحرية لا ينحصر في ارتداء الملابس أو التدخين أو الخروج والسهر فقط، وعلمتها أن الحرية الحقيقية تكمن في فعل كل شيء وأي شيء وخصوصا الحرية الجنسية.
ومع ذلك حذرت جولي باتريك زميلتها من إقامة علاقات مع الشباب خوفا عليها من عواقب الحمل واضطرارها للإجهاض بعد ذلك، وفي نفس الوقت شجعتها على إقامة علاقة مع فتاة مثلها، وهكذا وقعت أمينة المفتي في علاقة محرمة شاذة مع زميلتها السحاقية “جولي باتريك”.
ولأن زميلتها جولي عادت إلى بلدها بعد نهاية العام الدراسي فقد كان على أمينة المفتي التي بدأت طريق السقوط والضياع أن تجد بديلة لزميلتها ورفيقتها جولي التي أدمنتها، وهكذا اكتمل سقوط أمينة المفتي وانحدارها بإقامتها علاقات شاذة مؤقتة مع عدد من الفتيات، حتى التقت آخر الأمر بزميلتها المثلية “سارة بيراد”، والتي كانت لأمينة المفتي معها حكاية كبيرة زادت من سقوطها الأخلاقي وانحدارها، بل وبداية سير أمينة المفتي في طريق الجاسوسية.
أما عن حكاية أمينة المفتي مع “سارة بيراد”، وكيف كانت علاقتها بها بداية لسقوطها، فهذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله، فانتظرونا
المصادر
كتب/ ا. خطاب معوض خطاب